احذروا مسمار جحا وأكملوا الفرحة
سالم الفلاحات
جو 24 :
الحديث عن ملكية يهودية خاصة في الباقورة مسمارٌ إن لم يكن وتداً، ومع الوتد سيبحثون عن عمود فتكون خيمة، ثم مستوطنة من جديد، وعندها حِلّها يا حلال!!
بالله عليكم يا أصحاب القرار في دولتنا دعونا نفرح ونأمل لو جزئياً زمن الألم والمعاناة.
ما فرية البيع المدَّعاة في الباقورة؟ أنّها أرض أعطيت لإنشاء مشروع كهربائي لروتنبرغ البريطاني، على أن لا يبيع الأرض لأحد، وإن باعها أو باع جزءاً منها فبيعه باطل بحسب العقد المعلن والمتداول، ولم يرَ أحد من دائرة أراضي اربد سند تسجيل واحد ليهودي في تلك الأرض لأنه غير موجود أصلاً، هذا التحدي كان منذ عام كامل لمن يدعي ذلك، لكن الله يسترها من التزوير والتلفيق فاحذروا!!
هذه أرض يفترض أن تكون من غور الأردن ويشملها قانون سلطة وادي الأردن، فلنا الحق باستملاكها مهما كان صاحبها.
وفي أسوأ الأحوال بعد هذا وذاك إن لم تستطيعوا استملاكها، فإن الشعب الأردني مستعد وأنا علي يقين أن يتبرع بدفع ثمن المثل على أن تسجل في أملاك الدولة.
دعونا نفرح مرة واحدة متكاملة وإن لم تتم فرحتنا بوعود التحرير في 1967 فكان الاحتلال الأوسع والاعظم.
ولم تكتمل فرحتنا بمعركة الكرامة العظيمة في 1968 بعد الجرح الأعمق في الاحتلال فكانت (أيلول 1970) القاتمة المصنوعة صناعة لا تخفى على عاقل.
وفرحنا بحرب رمضان 1973، ولكن واسفاه سقطت أرض عربية جديدة.
وكانت بدل التحرير تحريكاً لكامب ديفيد 1978، وهو المسمار الأعظم في نعش التحرير أو التفريط إن شئت، ثم تلته بقية المسامير (الخوازيق) أوسلو ووادي عربة، وما بعدهما من مؤامرات.
فرحنا في عام 2011 في النهوض الشعبي العربي (الربيع العربي) لأول مرة بعد ألف عام، لكن الفرحة لم تتم فاختطفوا العروسين وسطوا على أهلهما سجناً وذبحاً وتشويهاً وحرقاً لئلا يفكر العرب بالحرية.
يا أصحاب القرار:
الإنجاز في الغمر والباقورة أوجعهم، وشعر الكثيرون منا بنشوة غابت منذ زمن بعيد، أتمُّوها ولا تترددوا فلستم ضعافاً بشعبكم وتاريخكم، فاقتلعوهم من أرضنا، ولا تثنيكم تهديداتهم فالشعب معكم، ولا تركنوا إلى الذين ظلموا أو خنعوا أو باعوا أو اشتروا بأمتهم فهم صِغار، وليس لهم إلا الصّغار في دنيا الناس وعند الله هم من المقبوحين.
احذروا من أن تجعلوا عودة (الباقورة والغمر) حشفةً وسوَء كِيلة.
لقد نهبوا الأرض المباركة وهم يتطلعون إلى بقيتها بالمكر والكيد، ويتحدثون عن بقية أرض (إسرائيل) الموعودة، حتى جوف صحرائنا بعد السِّكة، إن لم تكن من الفرات إلى النيل، فلا تجعلوا للسَّلاخ اصبعاً بين جلدنا وجسدنا فنذهب جميعاً.
بصراحة نريد أن نلثم آخر حفنة من تراب الغمر والباقورة جوار الأرض المحتلة، ونشرب من مائها وأن نراها من شمالها في الباقورة إلى جنوبها في الغمر دون قيود ودون محتل.
وأخيراً احذروا الاستثناءات وتسويغ الحديث عن ملكيتهم لأرضنا، ولا تتوهموا في الوعود فهي سراب، هل يسمحوا لفلسطيني الآن أن يذهب لأرضه المحتلة (أو ما تبقى منها بوراً) -والتي يمتلك قوشانها بل مفاتيح بيته نفسها ليعمرها أو حتى ليطأها بقدمه؟ وهو يحفظ تاريخ كل شبر فيها ولا زال على قيد الحياة يحدث أبناءه وأحفاده عنها؟
اخلعوا المسمار والعمود قبل أن يبنوا الخيمة، وإلا فعندها سنقول جميعاً (يا ليتك يا أبو زيد ما غزيت).
نثمن جهدكم وتكاملكم شعباً وحكومة خلال سنة على الأقل، ولن أنسى الشباب شاكر جرار وياسر معادات ورفاقهما وأصدقاءهما من الشباب والشابات، ود. وأنيس القاسم ود. رلى الحروب، وألف وأربعمائة أردني وأردنية تضامنوا في العام الماضي وأرسلوا مذكرة لرئيس الحكومة بهذا الشأن، الذين أعادوا تحريك قضية الباقورة والغمر وأم الرشراش ثم تتابعت الجهود.
احذروا مسمار جحا فلا أرض لهم عندنا .. وعقبال أم الرشراش وفلسطين المحتلة