الوفاق الروسي - الأميركي حول سوريا: عوامل الفشل أكبر
طاهر العدوان
جو 24 : تفاقم الأوضاع العسكرية وازدياد العنف والقتل والتدمير لم يؤثر على حالة الوئام والانسجام بين كيري ولافروف التي تم تدشينها في اتفاق موسكو حول المؤتمر الدولي. وهي حالة تم تعميم أجوائها على مؤتمر أصدقاء سوريا في عمان ومؤتمر وزراء الخارجية العرب المصغر في القاهرة فالمعلومات المتسربة عن المؤتمرين هو تأييد خطوات كيري ومساعدته على جلب المعارضة إلى جنيف ٢.
الوفاق الأميركي الروسي الذي تبلور في اجتماع الساعات الخمس بين كيري وكل من بوتين ولافروف وكذلك في الرسالتين المكتوبتين والمتبادلتين بين الرئيسين الأميركي والروسي استعدادا للقمة التي ستجمعهما الشهر المقبل لا يمكن ان يقتصر على العناوين مثل الاتفاق على عقد جنيف لا بد من وحود تفاهمات أساسية بين الطرفين حول قواعد الحل السياسي للصراع في سوريا وعلى شكل الحكم المقبل.
التفتيش عن حقيقة هذه التفاهمات تدخل في حيز التنبؤات غير ان الوقائع على الارض داخل سوريا وفي السياسة الإقليمية والدولية ذات العلاقة او المصلحة المباشرة تعطينا العديد من الإشارات حول طبيعة الوفاق الروسي الأميركي في سوريا. منها التفاهم غير المعلن بين الطرفين بالحفاظ على ما تبقى من نظام الأسد ( الجيش، الامن، المؤسسات ) والسعي إلى دمج ما يمكن ان يصطلح عليه ب ( الثورة الشريفة ) من الجيش الحر بالنظام ( بدون الأسد في مراحل لاحقة ) وذلك من اجل إقصاء جماعة النصرة والقاعدة وغيرها من المتطرفين الإسلاميين.
هذا الجانب من التفاهم الروسي الأميركي قد يفسر الأسباب الحقيقية التي تقف وراء رفض تزويد الثورة السورية بالسلاح القادر على مواجهة طائرات ودبابات النظام، وهناك معلومات عن قطع خطوط تزويد الثوار بالسلاح والذخائر العادية لأهداف منها: الضغط ميدانيا على المجالس العسكرية والجيش الحر في القصير وغيرها من المعارك المفتوحة مع النظام من اجل إجبار الائتلاف الوطني والثوار على الذهاب إلى جنيف والجلوس مع وفد الأسد للتفاوض، وأيضاً من اجل خفض توقعات الثوار وأهدافهم أثناء المفاوضات للقبول بشكل الحل النهائي الذي سيكون نسخه اقل من الحل اليمني، وهناك من يردد بان جماعة الإخوان في سوريا ستكون جزءا من هذا الحل.
غير ان كل هذه التفاهمات الروسية الأميركية والمؤيدة عربيا وأوروبيا التي تحاول تقرير مصير سوريا والسوريين تصطدم بعقبات كثيرة تجعل عوامل الفشل أكبر. وهي ١- ان الأسد وعائلته لا تعنيهم الدولة السورية ولا مستقبلها ان لم يظلوا على رأسها والى الأبد وإذا تعذر بقاءهم على رأس النظام في دمشق فالانتقال الى الخطة ( ب ) يجري تنفيذهاعمليا في حمص والقصير وبانياس والبيضا، وهي إقامة الكانتون الطائفي على الساحل الذي سيلتحم مع دويلة حزب الله الممتدة من حدود القصير وحتى الخط الأزرق مع إسرائيل في جنوب لبنان.
٢- فشل هذه التفاهمات وارد أيضاً لسبب مهم وهي ان الثورة السورية ليس لها رأس واحد ولا قيادة تاريخية تجمع جميع الثوار وتنظيماتهم حتى يتم احتوائها بسهولة، هي ثورة قامت وسط الدمار الشامل ومن بين الركام اليومي الذي تصنعه قذائف وصواريخ وطائرات النظام وهي ثورة تحمل على أكتافها ثقل دم ٩٠ ألف قتيل ومئات الآلاف من الجرحى وعشرات الآلاف من المعتقلين والمفقودين يضاف اليهم آلام ومعاناة ملايين اللاجئين داخل سوريا وخارجها، وهذه الثورة بكل أوصافها وأحوالها ومكوناتها وشعاراتها لا يمكن ان تقبل بحل فيه شبهة من بقاء واستمرار نظام الأسد. (الرأي)
الوفاق الأميركي الروسي الذي تبلور في اجتماع الساعات الخمس بين كيري وكل من بوتين ولافروف وكذلك في الرسالتين المكتوبتين والمتبادلتين بين الرئيسين الأميركي والروسي استعدادا للقمة التي ستجمعهما الشهر المقبل لا يمكن ان يقتصر على العناوين مثل الاتفاق على عقد جنيف لا بد من وحود تفاهمات أساسية بين الطرفين حول قواعد الحل السياسي للصراع في سوريا وعلى شكل الحكم المقبل.
التفتيش عن حقيقة هذه التفاهمات تدخل في حيز التنبؤات غير ان الوقائع على الارض داخل سوريا وفي السياسة الإقليمية والدولية ذات العلاقة او المصلحة المباشرة تعطينا العديد من الإشارات حول طبيعة الوفاق الروسي الأميركي في سوريا. منها التفاهم غير المعلن بين الطرفين بالحفاظ على ما تبقى من نظام الأسد ( الجيش، الامن، المؤسسات ) والسعي إلى دمج ما يمكن ان يصطلح عليه ب ( الثورة الشريفة ) من الجيش الحر بالنظام ( بدون الأسد في مراحل لاحقة ) وذلك من اجل إقصاء جماعة النصرة والقاعدة وغيرها من المتطرفين الإسلاميين.
هذا الجانب من التفاهم الروسي الأميركي قد يفسر الأسباب الحقيقية التي تقف وراء رفض تزويد الثورة السورية بالسلاح القادر على مواجهة طائرات ودبابات النظام، وهناك معلومات عن قطع خطوط تزويد الثوار بالسلاح والذخائر العادية لأهداف منها: الضغط ميدانيا على المجالس العسكرية والجيش الحر في القصير وغيرها من المعارك المفتوحة مع النظام من اجل إجبار الائتلاف الوطني والثوار على الذهاب إلى جنيف والجلوس مع وفد الأسد للتفاوض، وأيضاً من اجل خفض توقعات الثوار وأهدافهم أثناء المفاوضات للقبول بشكل الحل النهائي الذي سيكون نسخه اقل من الحل اليمني، وهناك من يردد بان جماعة الإخوان في سوريا ستكون جزءا من هذا الحل.
غير ان كل هذه التفاهمات الروسية الأميركية والمؤيدة عربيا وأوروبيا التي تحاول تقرير مصير سوريا والسوريين تصطدم بعقبات كثيرة تجعل عوامل الفشل أكبر. وهي ١- ان الأسد وعائلته لا تعنيهم الدولة السورية ولا مستقبلها ان لم يظلوا على رأسها والى الأبد وإذا تعذر بقاءهم على رأس النظام في دمشق فالانتقال الى الخطة ( ب ) يجري تنفيذهاعمليا في حمص والقصير وبانياس والبيضا، وهي إقامة الكانتون الطائفي على الساحل الذي سيلتحم مع دويلة حزب الله الممتدة من حدود القصير وحتى الخط الأزرق مع إسرائيل في جنوب لبنان.
٢- فشل هذه التفاهمات وارد أيضاً لسبب مهم وهي ان الثورة السورية ليس لها رأس واحد ولا قيادة تاريخية تجمع جميع الثوار وتنظيماتهم حتى يتم احتوائها بسهولة، هي ثورة قامت وسط الدمار الشامل ومن بين الركام اليومي الذي تصنعه قذائف وصواريخ وطائرات النظام وهي ثورة تحمل على أكتافها ثقل دم ٩٠ ألف قتيل ومئات الآلاف من الجرحى وعشرات الآلاف من المعتقلين والمفقودين يضاف اليهم آلام ومعاناة ملايين اللاجئين داخل سوريا وخارجها، وهذه الثورة بكل أوصافها وأحوالها ومكوناتها وشعاراتها لا يمكن ان تقبل بحل فيه شبهة من بقاء واستمرار نظام الأسد. (الرأي)