وصفي التل ودلالات اردنية
الدكتور محمد عبدالكريم الحنيطي
جو 24 :
جاءت زيارة سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني إلى مقام الشهيد وصفي التل في ذكرى استشهاد ال ٤٨ لتؤكد على دلالات هامة أبرزها ان الحكم الهاشمي وانطلاقا من مشروعيته لطالما أنصف الرجال الذين خدموا البلاد.
وحملت الزيارة التي معاني الوطنية الأردنية التي تعبر عنها الوطنية الأردنية والتي كرستها مدرسة الهاشميين منذ تأسيس هذا الحمى على يد الملك المؤسس طيب الله ثراه.
إن أهمية ورمزية وصفي التل تتمثل في تعبيره واختزاله لرسالة الأردن القومية التي تأسس عليها، خاصة وما مثلته رسالة الشهيد بضرورة ان يكون للأردن دوره الطليعي في خدمة قضايا أمته، وأن لا أحد يستطيع المزاودة على الاردن في خطابه وفعله على الأرض، خاصة وانه ينتمي إلى هذا الخطاب العربي وكان جزءا من تشكيله وقبل صناعة العقائديات الطارئة التي لم تجر على الامة سوى ذيول الهزيمة.
واليوم، تصدق رؤيا وصفي التل ومساعي الأردن الصادقة تجاه امتهم والمبادئ التي ينتمي لها، ويستحضرون الأردنيون اسلوبه في الحكم والادارة النقية الخالية من الفساد والمؤمنة بوطنها وقيادته الشرعية.
فالشهيد التل يستذكره الأردنيون كونه ابن المدرسة التي آمنت بنظافة ذات اليد والعمل للبلاد ومؤسساتها وانسانها من منطلق مقدرة الأردني.
وما يعبر عن عبقرية الشهيد التل رحمه الله. المؤسسات التي شيدت بعهده وثنائية الأرض والعلم في اعماله فالمؤمن بالأرض وما تنتج في عهد حكومته الأولى تأسيس الجامعة الأردنية، كما يحسب له انه صاغ خطابا إعلاميا نقيا بالاردنية ومفرداتها العروبية..
واليوم ، ونستحضر سيرة التل علينا أن نكون مؤمنين ان هذا الوطن ولود بالرجال الأوفياء لثراه والقيادة الهاشمية..
ونهاية، فما هو المطلوب اليوم او ماذا تبقى من وصفي التل؟
ما تبقى هو الحاجة لان يقتدي مسؤولينا بسيرة وصفي التل وإيمانه ببلاده وتجاوز ما شاب وطننا من مثالب يلح علينا المستقبل بتجاوزها وصولا الى عزيمة شبابنا.
فوصفي التل حالة تنتمي إلى البلاد في الخطاب والمضمون والسلوكيات والقيم والبذل لأجل الإنسان الأردني بعيدا عما شاب المشهد من اختلالات كبيرة.
رحم الله الشهيد وحمى الله الوطن عزيزا بالاوفياء..