عن القطامين والصراوي وسلطة العقبة.. ألاّ تطغوا في الميزان!
جو 24 :
محرر الشؤون المحلية - بجرّة قلم، ودون أيّة اعتبارات إنسانيّة، كان رئيس سلطة منطقة العقبة الإقتصاديّة الخاصّة، نايف بخيت، قد قرّر فجأة إنهاء خدمات الزميل د. عبدالمهدي القطامين، ليتسبّب له بأزمة ماليّة، جاءت في ظلّ سوء الأوضاع الإقتصاديّة، كأغرب "ردّ جميل" على السنوات التي انتزعها القطامين من عمره، بعد أن تقدّم باستقالته من وكالة الأنباء الأردنيّة "بترا"، ليتفرّغ لخدمة سلطة العقبة.
لا توجد أيّة مبرّرات من الممكن الإستناد إليها لتفسير مثل هذا الإجراء، الذي أنهى حياة القطامين العمليّة كمدير للإعلام في سلطة العقبة وناطقا رسميّا باسمها، قبل سنتين فقط من استحقاقه لشراء السنوات المتبقية للحصول على راتب تقاعدي من مؤسّسة الضمان الإجتماعي.
رئيس السلطة شاء.. وهكذا فعل.. فما كان إلاّ أن وقعت مأساة قرار لا يعلم دوافعه وحيثيّاته إلاّ الله، والمطّلعون على خفايا الكواليس العقباويّة!
واليوم يقرّر رئيس سلطة العقبة اتّخاذ مواقف وقرارات غير مفهومة مجدّدا، ودون أيّة حجّة منطقيّة، فها هو يتراجع عن قرار كان قد اتّخذه هو ذاته، عندما وقّع على كتاب لانتداب الزميلة مها صراوي من مؤسّسة الإذاعة والتلفزيون للعمل في مفوضيّة العقبة.
وهكذا بكلّ بساطة، يصدر قرار إلغاء انتداب الزميلة، وسط زوبعة تهليلات لا تستند إلاّ لحسابات غير مفهومة.. لا يعلم أحد ما الذي تغيّر بين كتاب التعيين الذي حفل بالإشادة بالزميلة وخبرتها الطويلة، وبين الكتاب الثاني الذي تقرّر فيه إلغاء انتدابها! ترى كيف باتت تورد الإبل في أردن العزم؟!
الزميلة الحاصلة على شهادة الدكتوراة في الإعلام بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، والتي راكمت خبرات 22 سنة في مؤسّسة التلفزيون، اكتشفت سلطة العقبة فجأة أنّها لم تعد تريدها مديرة للمركز الإعلامي، لماذا قرّر البخيت انتدابها، وكيف يبرّر التراجع عن قراره قبل حتّى أن يرتدّ إليه طرفه؟
إذا كان في جعبة سلطة العقبة الإقتصاديّة الخاصّة أسرار، فلن يكون هنالك ما هو أنسب من هذا الوقت للبوح بها.. كيف يتمّ اتّخاذ قرارات التعيين وإنهاء الخدمات، بل وإلغاء ما يتمّ اتّخاذه من قرارات بقدرة قادر؟! هل هنالك أيّة أسس منطقيّة تستند إليها مثل تلك الإجراءات، أم أن هنالك وصفة سحريّة لحسابات ما، تحدّد من يمكن قبول تعيينه، ومن ينبغي أن يخضع لآليّة الإقصاء، برغبة ملحّ أو إرادة طامح؟
رئيس سلطة العقبة الاقتصاديّة لم يلتفت إطلاقا إلى أيّة اعتبارات إنسانيّة عندما قرّر إنهاء خدمات الزميل القطامين، وها هو يتراجع تحت ضغوط غريبة عن كتاب انتداب كان قد وقّعه بنفسه، ليتمّ إقصاء الزميلة صراوي عن ذات الشاغر، الذي أقصي عنه القطامين.. دون أيّ تبرير مقنع أو مفهوم.
والأغرب من قرار سلطة العقبة كان وجود كتابين قد صدرا عن بعض الصحفيين بهاتين المسألتين.. الأوّل يطالب بإعادة النظر في عدم تجديد عقد د. القطامين، والثاني هو الكتاب الذي طالب بإلغاء انتداب الصراوي.. فإذا كانت سلطة العقبة لا تخضع قراراتها لمعايير مقبولة، فها هم البعض -مع الأسف- يكيلون معاييرهم بمكيالين !
في النهاية يبدو أن رئيس مفوضيّة العقبة لديه حساباته غير المفهومة، والتي لا يمكن تبريرها، أو حتّى فهمها، ولكنّه مصرّ على مثل هذه الإجراءات، التي يمضي بها دون حتّى توضيح.. الأردن 24 حاولت مرارا وتكرارا الحصول منه على أيّ تفسير للدوافع والمنطلقات التي يستند إليها لاتّخاذ مثل هذه القرارات الغريبة، حتّى أنّنا أرسلنا له سؤالا مباشرا عبر رسالة نصيّة، بيد أن صاحبنا غير راغب كما هو واضح، بتقديم أيّة إيضاحات.