jo24_banner
jo24_banner

سهرة .. مع الدكتور عمر سليمان الأشقر

سهرة .. مع الدكتور عمر سليمان الأشقر
جو 24 :

كتب : المهندس هاشم خريسات - في شقة متواضعة في منطقة تلاع العلي غرب العاصمة الأردنية عمان، كانت محطتنا مساء الأحد  لزيارة العلامة الدكتور عمر سليمان الأشقر والذي يتعالج حاليا من أحد الأنواع النادرة من مرض السرطان، نسأل الله تعالى له الشفاء الناجع والصحة والعافية.

ولما كان اللقاء مع هؤلاء الأفذاذ يستحق التوثيق والتأريخ رأيت أن أوثق ما دار في هذه الزيارة من أحاديث علمية ومسائل شرعية لتعميم النفع ولتكون في ميزان شيخنا وموازيننا جميعا إن شاء الله.

وقد ظهر الشيخ على ضعف بنيته التي أثر فيها المرض متماسكا قويا صافي الذهن حاد الذاكرة مستجمعا متمكنا، وقد لاحظت منه حسن الاستماع والصبر وطول البال والقدرة على الاختصار والاسترسال في آن واحد، كما وجدت فيه شخصية علمية قديرة تتميز بتمسكها الشديد بالسنة النبوية عقيدة ورواية وحديثا ومذهبا وفلسفة ومنهجا علميا فهو بحق مثال العالم السلفي المربي والعامل والمجاهد، وليس ذلك مستغربا على الرجل الذي ربى وأخرج جيلا من الدعاة والقادة السياسيين البارزين أمثال السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وإخوانه المجاهدين خلال إقامتهم في الكويت لعقود خلت قبل عام 1990.

بدأ شيخنا حديثه عن الإمام البخاري ودقة حفظه وذاكرته التي كانت آية شهد لها المسلمون في عصره وإلى يومنا هذا، ودافع بقوة عن صحيحه أمام آراء بعض العلماء الذين شككوا ببعض الأحاديث وطعنوا في صحتها من حيث المتن، ووصفهم بأنهم لم يهضموا هذا العلم هضما تاما ولا زالت حججهم مهلهلة، كما تناول بالتفصيل الدفاع عن حديث (ابن الصياد) وأجاب عن كل الشبهات التي أثارها البعض بشكل مقنع وراسخ.

كما وحدثنا عن شيخه العلامة محمد الإبراهيم رحمه الله في المدينة المنورة عام 1955 م عندما كان عمر شيخنا 15 عاما ويدرس الفرائض في حلقة تضم 21 تلميذا كان شيخنا من بينهم، قال فلما أنهى الدرس سأل كل تلميذ عن اسمه وأعطاه مسألة ليحلها، فلما مر عليهم جميعا عاد فسمى كل واحد باسمه وبمسألته "وكان ضريرا" .. ضرب لنا ذلك مثلا على ذاكرة العلماء الحفظة.

وتحدث أيضا عن قضية عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الزلل والخطأ والتأكيد على أنه كان لا يعلم الغيب، والتفريق بين أحكامه الشرعية المنزهة عن الخطأ والمدعمة بالوحي وبين بعض الآراء في الأمور الدنيوية التي كان يجتهد فيها اجتهادا بشريا، ثم يخالفها إلى ما هو أفضل منها كمنزل الجيش يوم بدر، أو ينزل الوحي فيصححه ويوجهه، وضرب مثلا لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يظن الجرذان أمة ممسوخة فصححه الوحي بأن الممسوخ لا يلد ولا يتناسل بل يموت ويفنى.

وتطرق في الحديث إلى عالم الجن والشياطين والسحر وتلبس الجان بالإنسان، حيث أخبرنا بأن بعض العلماء لاموه على كتابه في العقيدة والذي أثبت هذه الأمور، وبين أنه مصر على إيمانه بحدوث التلبس وأثر السحر والعين بالدليل الشرعي والتجربة الحسية والخبرة المشاهدة والعينية، وضرب لذلك أمثلة عديدة قال إنه عاين منها العشرات أو المئات، ولكنه أكد على أن معظم ما يعاني منه الناس هي أمراض نفسية وعضوية وأن نسبة التلبس فيها نسبة محدودة جدا، وقال إنه من فضل الله تعالى عليه أنه لم يمارس العلاج بالرقية، ولكنه كان يدل على الطريقة التي يستحسن اتباعها لذلك، وأن أفضلها هو قراءة القرآن على المريض لوقت طويل قد يصل ساعة من الزمان أو أكثر.

وأفاض الشيخ في الدفاع عن الطب النبوي الثابت في السنة الصحيحة كالحبة السمراء والعسل وألبان النوق وأبوالها، وقال إنه تعالج بها ولكنه لم يحتملها كثيرا لصعوبتها.

وتحدث شيخنا عن آيات إفساد بني إسرائيل في سورة الإسراء مؤكدا أنه وصل إلى يقين وقناعة تامة بأن الإفساد الثاني الذي تحدثت عنه السورة إنما هو في زماننا هذا ولهذا فقد ألف كتابه (وليتبروا) اقتباسا من قوله تعالى (وليتبروا ما علوا تتبيرا).

تراث عظيم ومكتبة ضخمة وسيرة حافلة زاخرة تركها لنا الشيخ، نسأل الله تعالى أن يلطف به ويخفف عنه ويشافيه ويعافيه ويجزيه عنا وعن الأمة خير الجزاء .

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير