بعد اللجوء إلى برلين.. لماذا لا نستعين بفنلندا واليابان؟!
جو 24 :
تامر خورما - وزارة الداخليّة تعتزم اللجوء إلى ألمانيا، للاستعانة بخبراء مختصّين للمساعدة في حلّ أزمة السير بالأردن. هذا ما كشفه الوزير، سلامة حمّاد، خلال مناقشة اللجنة الماليّة في مجلس الأعيان لموازنتيّ الداخليّة والبيئة للعام المرتقب.
كلام من ذهب، جاء على لسان حمّاد يكشف إقرارا حكوميّاً بالفشل، وهو ما يحمل الدوّار الرابع على الاستعانة بـ "الخارج" من أجل حلّ أزماتنا "الداخليّة"! صحيح أن هذا الإعتراف جاء متأخّرا، ولكنّه في نهاية الأمر فضيلة تعبّر عن شجاعة وإيمان بالنقد الذاتي، كمدخل وحيد للتطوّر والتنمية.
الحكومة فشلت في كلّ الملفّات، حتّى مشكلة المرور لم تتمكّن من حلّها.. ولايزال الأردن تحت وطأة أزمة مركّبة متشعّبة في كافّة الميادين والمجالات، والحلّ الجذري لاجتثاث واقتلاع هذه الأزمة الراسخة هو اللجوء إلى خبراء أجانب، خاصّة وأنّنا جرّبنا إعادة تدوير الحكومات المستنسخة في كلّ محطّة، ولكن دون جدوى.
على مدى سنوات وعقود، والمطبخ السياسي يصرّ على إفراز وتشكيل فريق الدوّار الرابع من ذات العلبة للأسماء الجاهزة، والمعدّة سلفا لإعادة التدوير في كلّ محطّة، ولم نتقدّم قيد أنملة، حتّى عندما استعنّا برئيس الحكومة الحاليّة، د. عمر الرزاز، كإسم عصريّ حداثيّ من خارج الصندوق، لم يتغيّر شيء، باستثناء أن الأزمة ولّدت أزمات أسرع اشتعالا وتكاثرا!
وها هو الحلّ يطرح أمامنا، وبقوّة، بل وعلى لسان رسميّ: الإستعانة بخبراء أجانب.
ولكن لماذا يقتصر هذا الحلّ على مسألة المرور، لماذا لا نلجأ إلى حلّ عادل وشامل، نستورد من خلاله حكومة كاملة مكمّلة، بكلّ فريقها ومشجّعيها، من ألمانيا، بل ومن فنلندا واليابان مثلا؟!
في فنلدنا حكومة شبابيّة، تقودها أصغر رئيسة وزراء في العالم. أمّا اليابان فقد سبقت العالم بأسره، وها هي تعيش في المستقبل، عبر التطوّر الهائل والقفزات العملاقة التي حقّقتها، وماتزال ماضية فيها بسرعة يستحيل علينا إدراكها.
هذا هو الحلّ الوحيد للخروج من عنق الزجاجة، التي حتّى ولو ألقيت في البحر الميّت لغرقت من ثقل الأزمات، رغم ارتفاع نسبة الأملاح! الحكومة تعترف رسميّا بالفشل، ورغم وجود الخبرات لدينا إلاّ أن الخيارات الرسميّة أثبتت دوما بؤس نتائجها. وأمام هذا الخيار الأخير (الإستعانة بالخارج) لا نملك إلاّ أن نذرف دموع الفرح.
الخيارات الرسميّة السابقة لهذا القرار العبقريّ، أنتجت حكومات هجينة، اجتمعت فيها البيروقراطيّة الأمنيّة، بالليبراليّة الإقتصاديّة، حتّى ضاعت هويّتها وتشوّهت ملامحها. ولكن في فنلندا حكومة عثرت على ينبوع الشباب، وفي اليابان علماء وجدوا الطريق اللولبي إلى المستقبل، وليس أمام الأردن سوى اللجوء إلى إحدى هاتين الحكومتين، أو استيرادهما معا!