القراءة الخاطئة
بعد وصول الليبراليين الجدد الى وزارة التخطيط، بدأوا بالإشارة الى ان ما يجري في معان هو بسبب تراجع الدولة عن الاقتصاد الرعوي، ولهذا السبب وجد المواطنون في مناطق مثل معان ان الدولة تخذلهم، ويضيفون ان الدولة لا يمكن لها الاستمرار بنفس النمط من الرعوية، لكنهم لم يمتلكوا الجرأة في القول أن الذي انهك الدولة هي مسائل متعلقة بالفساد واولويات انفاق فاسدة ايضا وغياب الديمقراطية الحقيقية التي لو كانت موجودة لما وصل امثالهم لمناصب في وزراة التخطيط.
ما يجري في معان ليس بسبب تراجع الاقتصاد الرعوي فقط وانما جاء نتيجة لحصاد سنوات من السياسات الخاطئة، وفشل ذريع منيت به النخب الحاكمة في تحقيق شروط التنمية في المحافظات التي تأن تحت وطئة الفقر بالرغم من أنها تعج بالثروات الطبيعية. ونسأل عن نجاحات الحكومة في ايجاد اي مشروع تنموي في مدينة مثل مدينة معان؟!
على اهمية الحملات الامنية الا ان الامن وفرض القانون على الجميع دون استثناء هو جزء من الحل وليس الحل كله، فهناك حاجة ماسة لمراجعة كل السياسات الخاطئة التي تبناها الفريق الاقتصادي صاحب النهج العابر للحكومات، ونسأل بهذا الخصوص ماذا جرى للجنة الملكية لمراجعة السياسات ولماذا تأخر عملها وكأن الامر لا يعتبر اولوية ؟!