في اليوم 32 من كانون الأول 2019.. رسالة لحكومة الردّة
جو 24 :
تامر خورما_ مؤشر الأمل، وفقًا لاستطلاع نهاية العام، الذي أجرته مؤسسة غالوب الدولية، يؤكّد أن 60% من الأردنيين متشائمون بالنسبة للعام 2020، الذي يستقبله 52% من شعوب الشرق الأوسط بتشاؤم.
وقد تصدّر لبنان قائمة الدول المتشائمة، ومن بعده هونغ كونغ، ليحتلّ الأردن المرتبة الثالثة للأعلى تشاؤما بعد هذين البلدين اللذين يشهدان ثورات واضطرابات سياسيّة.
هذا بالنسبة لمشاعر التفاؤل والتشاؤم تجاه العام الجديد، ولكن فيما يتعلّق بقائمة الدول الأقلّ سعادة، فقد احتلّ الأردن المرتبة الأولى بواقع سالب (38) نقطة، متفوّقا في ذلك على لبنان وسوريا وهونغ كونغ، والعراق أيضا!
الحكومة الأردنيّة لم تشأ أن تمرّ هذه المناسبة مرور الكرام، فاحتفت بتكريس وتعميق تشاؤم الأردنيين ببدء العام الجديد باستقبال ضخ الغاز من العدو الصهيوني، لتصفع الإرادة الشعبيّة بأسوأ قرار يتمّ اتّخاذه في تاريخ البلاد.
وزير الطاقة في كيان الاحتلال أطلّ عبر وسائل الإعلام العبريّة متباهيا بقوله: "نعلن من هنا، أنه في هذه اللحظة، بدأ ضخ الغاز من حقل ليفياثان إلى الأردن، وبذلك تصبح إسرائيل للمرّة الأولى في تاريخها مُصدّرة للطاقة".
وهكذا ترغم حكومة د. عمر منيف الرزاز المواطن الأردني على دعم الإرهاب الصهيوني بشكل يومي، من خلال ما يدفعه من ضرائب، تسهم في صناعة تاريخ الإحتلال، وتمكّنه من التفوّق والهيمنة!
ولا ننسى أن السلطة التنفيذيّة بصدد صفعنا بموازنتها المرتقبة، التي ستتضمّن مليارات يتمّ اقتطاعها لدعم اقتصاد العدو، وذلك بعد أن جعلتنا نودّع العام 2019 بمزيد من الضرائب المفروضة على المشتقّات النفطيّة.
ودّعنا العام الماضي بضرائب جديدة، واستقبلنا هذا العام بغاز الإحتلال، وبذلك نستحقّ فعلا أن نتصدّر قوائم التشاؤم، بفضل حكومات الردّة، التي تصرّ على جرّ الأردن إلى ما بعد الهاوية.
في ضوء هذا الواقع لا بد من توجيه رسالة لصنّاع القرار مفادها توخّي الدقّة في كتابة التواريخ، فعهد الردّة يفرض علينا اعتماد تقويم جديد، يكون فيه اليوم هو اليوم الثاني والثلاثين من شهر كانون الأول، للعام 2019 بنسخته الثانية، وذلك تأكيد على بقائنا خارج التاريخ، كمجرّد وسيلة لصناعة تاريخ العدو، على حساب حاضرنا ومستقبلنا!