على الرئيس أن يترجل
قال رئيس الوزراء عبد الله النسور أن خسائر شركة الكهرباء للعام الجاري بلغت 3 مليار ونصف ، مشيرا إلى أن هذا المبلغ بشكل نصف موازنة الدولة البالغة 7 مليار ونصف. وفصل النسور ارقام متوقعة لخسائر شركة الكهرياء منذ عام 2013 إلى عام 2017 ، لافتا إلى أن الخسائر المتوقعة لشركة الكهرباء ستصل في عام 2017 إذا بقي الحال على ما هو عليه الى 7 مليار ونصف.
هذا التقدير لا يستند على اية دراسة علمية تأخذ بعين الاعتبار التغيرات المتوقعة بسوق الطاقة واحتمال ان يدخل الاردن بمشاريع اقليمية من شأنها ان تخفض من الفاتورة النفطية، كما أن هذه الارقام التي يتناولها الرئيس بهدف تخويف الناس لتبرير قراره المقبل برفع الاسعار لا تشي بأن للحكومة أية نية لتحرير سوق الطاقة أو حتى محاولة البحث عن بدائل لحل مشكلة الكهرباء. المشكلة الرئيسه هنا ان الحكومات المتعاقبة ما زالت تخضع لمتطلبات البرنامج العابر للحكومات الذي يحاول عصر المواطن لاقصى درجة ممكنة دون العمل على ايجاد بدائل. نتفهم أن الاسعار العالمية ترتفع لكن لا نتفهم أن لا يعاد النظر بالسياسة المالية بالاردن لتأخذ بعين الاعتبار ان هناك اولويات أخرى للشعب لا تراعى بالموازنة من شأنها تخفيض العجز والمديونية معا.
نختلف مع الرئيس ليس في الارقام فقط بل وفي غياب العقل والرؤية لحل المشكلة بعيدا عن جيب المواطن، وحكومة كهذه تعلن على الملأ فشلها في تحقيق المطلوب عليها ان تترجل، هكذا يحدث في الديمقراطيات الأخرى التي تكون فيها شرعية الحكومات تستند على برلمانات حقيقية ينتخبها الشعب بحرية ونزاهة.