حق الأردن الحفاظ على أمنه وشعبه
طاهر العدوان
جو 24 : لم يصدر بياناً رسمياً واضحاً حول دواعي نشر بطاريات باتريوت وطائرات أف ١٦ الامريكية الذي اعلن البنتاجون عن بقائهما في الاردن بعد انتهاء المناورات التي تشارك فيها ١٨ دولة .
لكن الأردنيون يظهرون من خلال تداول الموضوع تفهما للمبررات الأمنية التي دفعت الدولة لطلب نشر الباتريوت حماية للامن الوطني ، أنها أكثر وجاهة من تلك التي دعت تركيا قبل عدة اشهر إلى طلب نشر هذه الصواريخ الدفاعية على حدودها مع سوريا ، مع ان الجيش التركي أكبر ثاني جيش في حلف الناتو .
لقد دخل الصراع في سوريا مرحلة خطيرة منذ ان دخلت أيران وحزب الله المعركة مباشرة ضد الثورة السورية وبغطاء سياسي وعسكري كبير من روسيا ، وبعد ان قاد نصر الله لبنان من رقبته إلى القصير ليورطه في حرب الدفاع عن نظام الطاغية ، بالتزامن مع إعلان النفير المذهبي العام في البصرة وبغداد لتجنيد المقاتلين وارسالهم الى سوريا فان الأجندة الأمنية يجب ان تتقدم على كل الأجندات الأخرى في الاردن .
لقد حقق نظام الاسد نجاحا في لبنان أنهى فيه سياسة النأي بالنفس رغماً عن إرادة رئيس الجمهورية ومعظم اللبنانيين ،وهو ما زاد من مخاطر تصدير الصراع إلى الاردن وان كان بشكل مختلف عما جرى في لبنان ، فالجبهة الداخلية الاردنية لا تسمح للاسد بتكرار النموذج اللبناني هنا ، لكن الخطر يكمن في التنبؤات السوداء لما يمكن ان يقدم عليه عبر اجوائنا الشمالية مثل إطلاق صواريخ على اراضينا اذا ما شعر بأنه في الزاوية .
لقد قدم الأسد ما يكفي من الأدلة التي تقول بان حاكما يقتل شعبه يومياً بدم بارد بكافة أنواع الأسلحة ، بما في ذلك غاز الساريد، لن يقف أمامه رادع إنساني أخلاقي وديني لكي يصدر جرائمه عبر الحدود .
العلاقات الأمريكية ، السياسية والعسكرية والأمنية ، مع الاردن قائمة منذ أكثر من نصف قرن ، وهي علاقات استراتيجية في التحليل النهائي وعلى ارض الواقع , لكنها لم تصل في جميع مراحلها إلى استقدام الجيوش الأمريكية الى الارض الاردنية كما هي حال معظم الأنظمة وذلك خلال الأزمات الكبرى في المنطقة ، كما ان هذه العلاقات العسكرية القديمة الثابتة لم تدفع الاردن إلى إرسال قوات للقتال تحت إمرة الأمريكيين كما فعل مبارك والأسد الأب في حرب الخليج الأولى ، ان نشر صواريخ باتريوت ستكون الأولى في تاريخ هذه العلاقات التي تترجم فيها الاتفاقيات العسكرية والأمنية إلى وجود عسكري على الارض.
مرة أخرى ، من حق القيادة الاردنية اتخاذ جميع الإجراءات الممكنة للحفاظ على الاردن وعلى امن شعبه ، خاصة في هذه المرحلة التي يبدو أنها الأخطر منذ عام ١٩١٦ عندما وضعت مؤامرة سايكس بيكو ، وكما هو مشاهد بأم العين فان المشرق العربي يرزح اليوم تحت رياح حرب مذهبية عاتية ، تشارك فيها دول عظمى وصغرى ، من اجل إلغاء حدود الدول القطرية القائمة ، ووضع حدود جديدة تقسم المنطقة من جديد وتمنح إسرائيل شروط استمرار احتلالاتها وصولا إلى تصفية القضية الفلسطينية . (الرأي)
لكن الأردنيون يظهرون من خلال تداول الموضوع تفهما للمبررات الأمنية التي دفعت الدولة لطلب نشر الباتريوت حماية للامن الوطني ، أنها أكثر وجاهة من تلك التي دعت تركيا قبل عدة اشهر إلى طلب نشر هذه الصواريخ الدفاعية على حدودها مع سوريا ، مع ان الجيش التركي أكبر ثاني جيش في حلف الناتو .
لقد دخل الصراع في سوريا مرحلة خطيرة منذ ان دخلت أيران وحزب الله المعركة مباشرة ضد الثورة السورية وبغطاء سياسي وعسكري كبير من روسيا ، وبعد ان قاد نصر الله لبنان من رقبته إلى القصير ليورطه في حرب الدفاع عن نظام الطاغية ، بالتزامن مع إعلان النفير المذهبي العام في البصرة وبغداد لتجنيد المقاتلين وارسالهم الى سوريا فان الأجندة الأمنية يجب ان تتقدم على كل الأجندات الأخرى في الاردن .
لقد حقق نظام الاسد نجاحا في لبنان أنهى فيه سياسة النأي بالنفس رغماً عن إرادة رئيس الجمهورية ومعظم اللبنانيين ،وهو ما زاد من مخاطر تصدير الصراع إلى الاردن وان كان بشكل مختلف عما جرى في لبنان ، فالجبهة الداخلية الاردنية لا تسمح للاسد بتكرار النموذج اللبناني هنا ، لكن الخطر يكمن في التنبؤات السوداء لما يمكن ان يقدم عليه عبر اجوائنا الشمالية مثل إطلاق صواريخ على اراضينا اذا ما شعر بأنه في الزاوية .
لقد قدم الأسد ما يكفي من الأدلة التي تقول بان حاكما يقتل شعبه يومياً بدم بارد بكافة أنواع الأسلحة ، بما في ذلك غاز الساريد، لن يقف أمامه رادع إنساني أخلاقي وديني لكي يصدر جرائمه عبر الحدود .
العلاقات الأمريكية ، السياسية والعسكرية والأمنية ، مع الاردن قائمة منذ أكثر من نصف قرن ، وهي علاقات استراتيجية في التحليل النهائي وعلى ارض الواقع , لكنها لم تصل في جميع مراحلها إلى استقدام الجيوش الأمريكية الى الارض الاردنية كما هي حال معظم الأنظمة وذلك خلال الأزمات الكبرى في المنطقة ، كما ان هذه العلاقات العسكرية القديمة الثابتة لم تدفع الاردن إلى إرسال قوات للقتال تحت إمرة الأمريكيين كما فعل مبارك والأسد الأب في حرب الخليج الأولى ، ان نشر صواريخ باتريوت ستكون الأولى في تاريخ هذه العلاقات التي تترجم فيها الاتفاقيات العسكرية والأمنية إلى وجود عسكري على الارض.
مرة أخرى ، من حق القيادة الاردنية اتخاذ جميع الإجراءات الممكنة للحفاظ على الاردن وعلى امن شعبه ، خاصة في هذه المرحلة التي يبدو أنها الأخطر منذ عام ١٩١٦ عندما وضعت مؤامرة سايكس بيكو ، وكما هو مشاهد بأم العين فان المشرق العربي يرزح اليوم تحت رياح حرب مذهبية عاتية ، تشارك فيها دول عظمى وصغرى ، من اجل إلغاء حدود الدول القطرية القائمة ، ووضع حدود جديدة تقسم المنطقة من جديد وتمنح إسرائيل شروط استمرار احتلالاتها وصولا إلى تصفية القضية الفلسطينية . (الرأي)