الحاجة ام فتحي أكبر من القرن وصفقاته
أسامة احمد الازايدة
جو 24 :
توفيت امس في مخيم مادبا الحاجة جميلة الديرباني ام فتحي عن عمر ١١٠ أعوام ؛ أي انها ولدت رحمها الله عام ١٩١٠ ... أي انها كانت طفلة واعية بعمر السبع سنين حين بدأت محاولة سرقة القرن الماضي بوعد السارق بلفور الى المرتحلين الصهاينة ... و كانت سيدة معطاءةً في نكبة ١٩٤٨ و كانت سيدة خمسينية في نكسة ١٩٦٧ ... و رغم ذلك كله عاشت كما عاشت سنديانات أخرى شرقي النهر و غربيّه ... و هاي هي الحاجة ام فتحي ترحل بثوبها الفلسطيني الجميل و لكنتها الديربانية الأصيلة ... و لا تزال زيتوناتها معطاءةً في ديربان رغم اقتلاع بعضها ....لا تشرب الا الماء العربي و لا تتغذى الا من تربة عربية ... هي و زيتوناتها شهدنَ كلَّ هذه الوعود الفاشلة و الخيانات المقيتة و الصفقات الرخيصة ... لم يستطع بلفور ان يقتلعها من ثوبها و لم تفلح أي خيانات أن تنزع لكنتها التي لن تسمع قريتها ديربان غيرها ...
شهدت كل ذلك و ها هي ترحل بعد مئة و عشرة أعوام بذات الصورة و كأنها في حاكورتها هناك ..
وقدر الله أيضا ان تشهد صفقة الفاشلين الأخيرة ..فأي كيانٍ ضعيف هذا الذي اختزل بتفاصيله ما بين سنين عمر الحاجة جميلة ، و أي مجنون سيصدق ان هذا الهراء سيغير على الأرض شيئًا .. و كيف لمرتحلين لم يولد لهم جدٌ هناك ان يكون لهم بهذه البلاد حياة ... سترحلون أيها الجبناء فلا قِبَلَ لكم بذلك و لن يعينكم عليه جيوش العالم كله ...فتلك أمة جبارة لم تخذلها خيانات و تآمرات...
أمة تعيش في ارض : إن كان للحق مهدٌ فهو هناك ...
أمةٌ ولودٌ بارك الله بها و بأعمارها... بشيبانها و شبابها ..واقفون هناك كالزيتون المبارك... لا يضرهم من خذلهم ...يؤمنون أن الله معهم و كفاهم ...
رحم الله الحاجة ام فتحي و بارك في ذريتها ... و لا رحمة للصوص الأمة و متخاذليها.