jo24_banner
jo24_banner

الحل أولاً هو ردع البنوك

أسامة احمد الازايدة
جو 24 :
رعبٌ جديد ينتظر الأردنيين بعد انتهاء العطلة أشدّ كثيراً من رعب كورونا .. معظم الناس يتمنى في عقله الباطن الّا يأتي وقت العمل لانهم يدركون أن العجز الذي حصل و سيحصل في أعمالهم لا يمكن تداركه قبل أن تهاجمهم دفعات البنوك و الفواتير المؤجلة ، فالبنوك معظمها أجلّ سداد اقساط القروض لكن عداد الفوائد لم يتوقف و ستشهد دوائر التنفيذ زخماً في التنفيذ على الأموال و الأشخاص و لن يكون أيٌ منهم قادراً على التفكير في إنجاز او عمل .

و عليه فإن على الحكومة ان تدرك - إن لم تتدخل فورا - ان الدخل القومي سيتوقف تماما و ستنهار معظم المؤسسات و سيلجأ الكثيرون الى قانون الإعسار بازدحام شديد و ان لم يسعفهم فالإفلاس هو الخيار الأخير ، سيما ان قرارات البنك المركزي الأخيرة بتأجيل الاقساط و تخفيض الفوائد صدرت بصيغة مجاملة و لم تستجب لها معظم البنوك و أوهمت عملاءها أنها قدمت لهم شيئا في حين انها واقعيا نفذت فقط جدولة لقروضهم و حسب سياساتها الطبيعية في حال التعثر، و لن اتحدث عن اثر ذلك في موضوع استقرار الدينار فذلك شأن مالي سيشخّصه اصحاب الاختصاص ، ليس هناك أية مؤشر للوقوف مجددا ولن نجد اي جهة تحقق ارباحاً - ربما دفتريةً فقط - الا البنوك و مؤسسات التمويل و التي بهذه الحالة ستكون خصماً للجميع ، و لن تحتمل ملفات دوائر التنفيذ و الرهونات العقارية اوراقا و احبارا لهذا الحجم .

أمام هذه الكارثة المحتملة فإن على حكومة الدفاع أن تدرس جيداً خياراً -قد يصفه البعض بالتطرف - بأن تصدر أمر دفاعٍ بتعليق كافة دفعات البنوك و مؤسسات التمويل و وقف احتساب الفوائد خلال فترة التعليق و وقف جميع إجراءات التنفيذ الخاصة بها بما فيها الحجز على الأموال و طلب حبس الأشخاص ، ذلك هو الحل الوحيد لإعادة ضبط الأعمال لتبدأ بإنعاش نفسها أولا ثم تقوم بالوفاء بالتزاماتها ، هذا الحل هو الذي مكّن دولا كثيرة في أزمة عام ٢٠٠٨ من ان تعيد عجلة الدخل القومي للسير مجددا ، و في حال أخذت الحكومة ولايتها الحقيقية بهذا الأمر فانها ستتمكن من مواجهة اي ( شايلوك) قد يقف في طريقها لحماية الدخل القومي و حماية الدينار الذي إن انهار حينها سيكون اكبر المتضررين هم البنوك أنفسهم .

تابعو الأردن 24 على google news