jo24_banner
jo24_banner

كرسي في تكية أم علي

ماهر أبو طير
جو 24 : يسأل كثيرون عن عناوين لفقراء وايتام ومساكين، لمساعدتهم مالياً او عينياً،وفي حالات يحتار هؤلاء اين يدفعون مالهم،وسط تساؤلاتهم عن وصول المال الى المستحق فعلا،في ظل الشكوك التي تنتاب المتبرعين احياناً؟!.

عندنا مؤسسة مهمة جداً،وتعمل بشكل منظم وتخضع لخطط واضحة،فوق الصدقية في بياناتها،وهذه المؤسسة هي تكية ام علي،وهي تكية تتنوع نشاطاتها الخيرية في البلد،وفي كل المواقع.

التبرع الذي يدفعه الشخص لهذه المؤسسة،يصل بالتأكيد الى المستحق،ولربما تعد من ابرز المؤسسات التي من الممكن الوثوق بها.

تكية ام علي تقوم بعدة نشاطات،وبما اننا نقترب من شهر رمضان،فهي دعوة لكثيرين لزيارة التكية،والتبرع للنشاطات التي تقوم بها التكية،اذ يكفي الانسان ان يعرف ان تبرعه سيصل الى المحتاج،بطريقة آمنة ومضمونة ومدروسة ايضاً.

التكية تستقبل يومياً في مقرها مئات المحرومين لاطعامهم،وهذا هو نمط التكايا التاريخي القائم على اطعام الفقراء والمحتاجين،وهذا هو برنامج الاطعام اليومي للتكية في مقرها وسط البلد.

تقوم التكية ايضاً بإيصال الاف طرود الخير للبيوت المحتاجة في مناطق مختلفة،ضمن برنامج الاطعام الشهري،ويمكن لاهل الخير قبيل رمضان على سبيل المثال التبرع بقيمة الطرد وقيمته من ثلاثين الى سبعين ديناراً وفقاً لعدد افراد العائلة.

الطرد يحتوي على مواد غذائية،وكثرة منا تتمنى لو ُتطعم محتاجين في رمضان،وهذا التبرع البسيط،كفيل بجعل الانسان كمن يدعو المحروم الى بيته في الشهر الكريم،والتبرع بهذه الطريقة يحفظ ماء وجه الفقير.

من مشاريع التكية اسواق الخير،وهي عبارة عن اسواق تسمح للفقير بالدخول والتسوق،مثل كل الناس،فيما المحاسبة تتم عبر بطاقة خاصة ممغنطة،بحيث لايدفع الفقير نقداً،وبحيث يشتري كل احتياجاته دون ان يدفع فعلياً.

سادت صورة نمطية غير دقيقة حول تكية ام علي سابقاً،بسبب كثرة التركيز على الاضاحي وايصال هذه الاضاحي الى الفقراء في الاردن وفلسطين،وبرغم ان برنامج الاضاحي نجح نجاحاً لافتاً،الا انه يبقى احد انشطة التكية،وليس النشاط الوحيد.

لايمكن تطوير هذه النشاطات دون دعم الناس،ومؤسسات القطاع الخاص،وهناك بالطبع شبكة كريمة ترعى نشاطات التكية.

الذين على صلة بالعمل الخيري يعترفون اليوم ان احسن وسائل ايصال الدعم للمحتاجين،بات يقوم على اساس التعاون مع المؤسسات الكبرى مثل التكية ،بدلا من تبديد المال دون دراسة،وبدلا من هدره في بعض الجمعيات التي قد لاتكون دقيقة في اعمالها.

ايام قليلة تفصلنا عن رمضان،واذا كان وجدان بعضنا يتمنى لو ان الفقيرواليتيم والمسكين والمحتاج،يشاركونه طعام افطاره،في الشهر المبارك،فإن الفرصة متاحة لهؤلاء،عبر الوصول الى التكية والتبرع لها ضمن اسس.

مئات الملايين يتم انفاقها من المتبرعين سنويا للبيوت مباشرة او لصناديق المساجد،او للجمعيات،وبعضها لايطفئ نار الفقر،لان المتبرع يتكاسل ولايريد ان يتعب بالوصول الى مؤسسة مثل التكية،لدفع ماله،فيما هو احيانا يبدد ماله،عبر التبرع العشوائي.

أضف كرسياً الى مائدة بيتك،ليجالسك محروم أو فقير أو يتيم،وهي استضافة مباركة،وتوفرها لك تكية ام علي. (الدستور)

maher@addustour.com.jo
تابعو الأردن 24 على google news