إكسير الشجاعة مغشوش
بعد مرور 38 يوما على إضرابهم عن الطعام، وجّه الأسرى الأردنيّون في السجون "الاسرائيلية" رسالة إلى أبناء الشعب الأردني، ثمّنوا فيها تفاعل الشعب مع قضيّتهم وطالبوا القوى السياسيّة والشعبيّة ببذل المزيد من الضغوط لتحقيق مطالبهم.
ورغم أن إدارة السجون الصهيونية أبلغت الأسرى بإمكانيّة نقلهم إلى مستشفيات تخصّصيّة في أي وقت، نظرا لتدهور أوضاعهم الصحية -وفق ما أكّدوا في رسالتهم- إلاّ أنّ الحكومة العتيدة مازالت تلتزم الصمت المطبق وتتنصّل من كافّة مسؤوليّاتها تجاه هذه القضية، ولا ندري متى ستمتلك الإدارة الأردنيّة الجرأة الكافية لمخاطبة "اسرائيل" بشأن أسرانا، أو اتّخاذ أيّة خطوة من أجل قضيّتهم ؟!
وزير الخارجيّة ناصر جودة تجرّع إكسير الشجاعة قبل يومين ليواجه إساءة السفير السوري في عمان، بهجت سليمان، بتصريحات قاسية، أبلغه فيها أنّه لم يعد مرغوبا فيه بالأردن.. حيث جاء موقف الأردن الرسمي تجاه إساءة سليمان حاسما ومباشرا، غير أن هذه الشجاعة تختفي بقدرة قادر عندما يتعلّق الأمر بـ "سرائيل" !!
يستطيع الكثيرون تفسير الموقف الرسمي المتخاذل تجاه قضيّة الأسرى، ارتباطا بالدور الوظيفي الذي تصرّ الإدارة الأردنيّة على الالتزام بحدوده، ولكن من الصعب جدّا تفسير موقف الأحزاب وقوى المعارضة السياسيّة الذي لا يختلف عن الموقف الرسمي، سوى بإصدار بعض البيانات المتواضعة، والتي لا تصلح سوى للاستهلاك الإعلامي المحلي.
ترى ألا تستحق قضيّة الأسرى من قوى المجتمع المدني وقوى المعارضة السياسيّة والشعبيّة بذل جهود حقيقيّة على أرض الواقع، لحمل السلطة على التزحزح -ولو قيد أنملة- عن موقفها الساكن المتخاذل تجاه من يدفعون من حريّتهم ثمن الكرامة الوطنيّة ؟! أم ان هذه الكرامة لا تنتفض إلاّ عندما يتعلق الأمر بإساءة سوريّة او عراقيّة أو أيّة إساءة أخرى، شريطة ان تصدر عن دولة عربيّة ؟!!