«يالتا جديدة» ولافروف حاكم دمشق الجديد
طاهر العدوان
جو 24 : يقدم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بلاده كحامية ليس فقط للمشروع الإيراني في بلاد الشام بل كحام لأمن إسرائيل عندما اقترح إرسال قوات روسية إلى الجولان للحفاظ على امن الدولة العبرية بعد انسحاب القوة النمساوية. وكان رئيسه بوتين قد اعلن قبل ذلك عن إرسال مجموعة من القطع البحرية الروسية الى مقربة من الشواطئ السورية هي الأكبر منذ انهيار الاتحاد السوفيتي وذلك لحماية عمليات حرب الأسد وحزب الله على السوريين.
لم تهتز عضلة واحده في وجه لافروف عندما رفض بوقت سابق محاولة مجلس الامن فتح معابر آمنه للمدنيين والجرحى للخروج من القصير بحجة ان من فيها إرهابيون، لكنه يظهر انشغالا اكبر بأمن المستعمرين في الجولان المحتلة الذي لا يريد ان ينغص عليهم العيش الرغيد الذي تمتعوا به طوال ٤٠ عاما بفضل حماية وسهر آل الأسد على راحتهم حتى وصف احتلال الجولان بانه مريح ومن خمس نجوم.
غير ان المسألة تبدو ابعد من ذلك، من الواضح ان لافروف يشعر اليوم بان مصائر المنطقة اصبح بيد موسكو. بعد ان قام وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالتنازل ليس فقط عن دور بلاده كقوة عظمى في المنطقة وإنما قاد الجميع إلى فم الدب الروسي عبر مهزلة (جنيف ٢).
هذا المؤتمر الذي يريد من خلاله الروس والإيرانيون وأدواتهم ان تكون نتائجه على شاكلة ما حدث في القصير.
ما حدث في القصير ليس انجازا لايران وحزب الله بقدر ما هو انجاز لموسكو. فالمعركة اثبتت ان الاسد لم يكن ليستطيع بدون الغطاء السياسي والعسكري الروسي وبدون الاستعانة بحشود المرتزقة من اعوان ايران وادواتها ان يبسط سيطرته على بلدة صغيرة هي القصير، وهو ما اكد لموسكو بان حاجة الاسد لإسطولها ولحمايتها السياسية ستكون أشد في مقبل الأيام وهو ما يسمح للافروف ان يتصرف كحاكم دمشق الجديد وسيدها.
الروس لا يستوعبون الدروس فالقاعدة وكل ما وصف فيما بعد بجماعات التطرف الإسلامي كانت رد فعل على غزوهم لأفغانستان الذي انتهى بهزيمة مروعة قبل أربعة عقود، هذا الغزو الذي أدى لعواقب وخيمة على امن واستقرار العالم لم تنته ذيوله حتى اليوم. أنهم يقودون سوريا والمنطقة والعالم مرة أخرى إلى بيئة التطرف والعنف والإرهاب بحسابات قصيرة النظر تبحث عن نفوذ اسود في سوريا من خلال دعم ديكتاتور يريد ان يخضع شعبه بالنار والحديد.
خسارة القصير لن تنهي ثورة الشعب السوري الذي يثبت كل يوم بتضحياته الاسطورية ان قرار حريته لا رجعة عنه. لكن هذه الخسارة تمثل أيضاً سقوطاً مروعا لإكذوبة الدعم الأوروبي والأمريكي لهذا الشعب تماماً كما سقطت الأقنعة عن وجوه خدم المشروع الصفوي. لقد ثبت بشكل جلي ان الجميع يتآمر على سوريا وشعبها (ان كان بمواصلة فرض الحصار على سلاح الثوار او بالتهاون على جرائم النظام) خدمة لأمن إسرائيل واعداء الامة.
ومن يتابع قرارات وتصريحات الأمريكيين والأوروبيين عن الوعود بتسليح الجيش الحر المتبوعة دائماً بكلمة (ولكن) يرى فصول هذه المسرحية الدرامية المشحونة بالمراوغة وجملة الأكاذيب المكشوفة التي قد تكشف عن (يالتا) أخرى بين روسيا والغرب، هذه المرة لإعادة رسم حدود جديدة لسوريا وغير سوريا. (الراي)
لم تهتز عضلة واحده في وجه لافروف عندما رفض بوقت سابق محاولة مجلس الامن فتح معابر آمنه للمدنيين والجرحى للخروج من القصير بحجة ان من فيها إرهابيون، لكنه يظهر انشغالا اكبر بأمن المستعمرين في الجولان المحتلة الذي لا يريد ان ينغص عليهم العيش الرغيد الذي تمتعوا به طوال ٤٠ عاما بفضل حماية وسهر آل الأسد على راحتهم حتى وصف احتلال الجولان بانه مريح ومن خمس نجوم.
غير ان المسألة تبدو ابعد من ذلك، من الواضح ان لافروف يشعر اليوم بان مصائر المنطقة اصبح بيد موسكو. بعد ان قام وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالتنازل ليس فقط عن دور بلاده كقوة عظمى في المنطقة وإنما قاد الجميع إلى فم الدب الروسي عبر مهزلة (جنيف ٢).
هذا المؤتمر الذي يريد من خلاله الروس والإيرانيون وأدواتهم ان تكون نتائجه على شاكلة ما حدث في القصير.
ما حدث في القصير ليس انجازا لايران وحزب الله بقدر ما هو انجاز لموسكو. فالمعركة اثبتت ان الاسد لم يكن ليستطيع بدون الغطاء السياسي والعسكري الروسي وبدون الاستعانة بحشود المرتزقة من اعوان ايران وادواتها ان يبسط سيطرته على بلدة صغيرة هي القصير، وهو ما اكد لموسكو بان حاجة الاسد لإسطولها ولحمايتها السياسية ستكون أشد في مقبل الأيام وهو ما يسمح للافروف ان يتصرف كحاكم دمشق الجديد وسيدها.
الروس لا يستوعبون الدروس فالقاعدة وكل ما وصف فيما بعد بجماعات التطرف الإسلامي كانت رد فعل على غزوهم لأفغانستان الذي انتهى بهزيمة مروعة قبل أربعة عقود، هذا الغزو الذي أدى لعواقب وخيمة على امن واستقرار العالم لم تنته ذيوله حتى اليوم. أنهم يقودون سوريا والمنطقة والعالم مرة أخرى إلى بيئة التطرف والعنف والإرهاب بحسابات قصيرة النظر تبحث عن نفوذ اسود في سوريا من خلال دعم ديكتاتور يريد ان يخضع شعبه بالنار والحديد.
خسارة القصير لن تنهي ثورة الشعب السوري الذي يثبت كل يوم بتضحياته الاسطورية ان قرار حريته لا رجعة عنه. لكن هذه الخسارة تمثل أيضاً سقوطاً مروعا لإكذوبة الدعم الأوروبي والأمريكي لهذا الشعب تماماً كما سقطت الأقنعة عن وجوه خدم المشروع الصفوي. لقد ثبت بشكل جلي ان الجميع يتآمر على سوريا وشعبها (ان كان بمواصلة فرض الحصار على سلاح الثوار او بالتهاون على جرائم النظام) خدمة لأمن إسرائيل واعداء الامة.
ومن يتابع قرارات وتصريحات الأمريكيين والأوروبيين عن الوعود بتسليح الجيش الحر المتبوعة دائماً بكلمة (ولكن) يرى فصول هذه المسرحية الدرامية المشحونة بالمراوغة وجملة الأكاذيب المكشوفة التي قد تكشف عن (يالتا) أخرى بين روسيا والغرب، هذه المرة لإعادة رسم حدود جديدة لسوريا وغير سوريا. (الراي)