فجوة لا تعني شيئا
المراقب لعلاقة مجلس النواب مع رئيس الحكومة يلاحظ ان ثمة فجوة كبيرة جدا بين الجانبين بعد ان استبطن عدد كبير من النواب أن الرئيس عبدالله النسور يستغفلهم ويريد ان يحملّهم وزر قرار فٌرض على النسور نفسه وهو قرار رفع اسعار الكهرباء.
لذلك نستمع الى خطابات نارية من اعضاء مجلس النواب تنم عن استياء نيابي وربما ضغينة تجاه الرجل الذي انتصر عليهم في كل المواجهات وتمكن ببراعة من تفكيك اي تحالف يمكن ان ينشأ ضده، فذكاءه وعدم دراية كثير من النواب بالسياسة وحرصهم على بقائهم السياسي اضعف المجلس بشكل عام وجعل من النسور الرجل الذي يتلاعب بالمجلس كيفما شاء.
تهديد البعض بطرح حجب الثقة عن الحكومة هو تهديد فارغ وربما لا يخيف الحكومة التي باتت تخشى الشارع اكثر بكثير من الذين يمتلكون الادوات القانونية والدستورية للخلاص من النسور، فأية محاولة لحجب الثقة تحتاج الى فترة زمنية تكون كافية للرجل للاستعانة باصدقائه في مراكز القوى الاخرى وربما ايضا العمل مع بعض النواب المقربين من سفارة محددة تدعم خيار النسور-كما حدث عندما تبيّن ان الحكومة في طريقها لخسارة معركة الثقة- لتفكيك اي تجمع نيابي يجاول الاطاحة به. لذلك فإن الفجوة القائمة لن تترجم الى خطوة عملية تريح البلاد والعباد من حكومة اوغلت في استهداف الناس في ارازاقهم ولا يمكن لها ان تتحمل الكلفة السياسية لبحث بدائل يتحدث عنها اقتصاديون بارزون.