jo24_banner
jo24_banner

يتبرعون بالفتات ويمنون على الوطن.. أنانية أخطر من الكورونا

يتبرعون بالفتات ويمنون على الوطن.. أنانية أخطر من الكورونا
جو 24 :
محرر الشؤون المحلية - 

في هذه الأزمة التي تواجه البلاد، يتكاتف معظم الأردنيين لمواجهة جائحة الكورونا، حيث عبر جزء جيد من مؤسسات القطاع الخاص عن انتماء حقيقي، ووعي متقدم، من خلال تبرعاتها لوزارة الصحة، ولكن لايزال هنالك جزء من هذا القطاع، يتصرف وكأن الأمر لا يعنيه، فلا يهمه منع انتشار الوباء، طالما أنه مستمر بتكديس أرباحه الدسمة.

أنانية قبيحة عبر عنها هذا الجزء، عبر التخلي عن التزاماته الوطنية، بعد أن أكل من خير البلاد، حتى التخمة. هذا الشح القبيح ليس احترافا للعبة الرأسمالية المتوحشة، بل هو تعبير عن غياب كامل للوعي، حيث يظن أصحاب الملايين المتكدسة أنهم قادرون على النجاة، في حال تفشي الوباء، وانهيار كافة القطاعات الاقتصادية.

البعض الآخر تصرف وكأنه يريد رفع العتب ليس إلا، حيث تبرعت بفتات، لا تخجل من ذكره، وكأنها تمن على البلد بحفنة من الدنانير، التي لا وزن لها أمام الأرباح الهائلة، التي تحققها تلك المؤسسات.

موقف مخجل إلى أبعد الحدود أن تمن على البلد بمثل تلك التبرعات الهزيلة. الاصطفاف في خندق الوطن في مثل هذه الظروف ليس منة أو فضلا يا أصحاب الملايين المتكدسة، بل هو واجب يحتمه عليك وجودك في البلد، التي تأكل من خيرها، وتتنكر لناسها من خلال هذا الخذلان.

بعض المؤسسات قدمت حقا مبالغ تليق باسمها على الأقل، وهذا تعبير عن امتلاكها للوعي، وحسها بالمسؤولية الوطنية، نثمن جهودها عاليا، ونأمل من تلك المؤسسات التي لم تتبرع بما يستحق الذكر حتى الآن أن تعيد حساباتها، وتتساءل ما إذا كانت ملايينها ستغنيها في حال فشلنا في هزيمة هذا المرض، لا سمح الله.

في نهاية الأمر، ما تقدمه للوطن في هذا الظرف الاستثنائي يعكس حقيقة التزامك الوطني، ووعيك بمسؤولياتك.. خلال هذه التجربة بات من السهل فرز مؤسسات القطاع الخاص، ومعرفة من منها أقرب إلى الوطن.

تلك البنوك والشركات التي اكتفت بتقديم الفتات من باب الدعاية ورفع العتب، يجب أن تخجل صراحة من هذا التردد في خدمة الدولة، في ظل هذه الظروف.. تلك المؤسسات ونظيراتها ممن أمسكت يدها نهائيا عن التبرعات لا يمكن الرهان عليها إطلاقا في خدمة البلاد.. وأقل ما يقال عنها أنها فاقدة تماما لمعاني المسؤولية الوطنية.

وفي النهاية نحن دولة قوية وقادرة على تجاوز هذه الأزمة، فقوتنا تكمن في التكاتف الإجتماعي الراسخ، وقيمنا ضاربة في أعماق التاريخ.. بقوتنا ووحدتنا سنكون قادرين على الوصول إلى بر الأمان.
 
تابعو الأردن 24 على google news