jo24_banner
jo24_banner

حظر التجول.. استثناءات قد تفتح أبواب الجحيم!

حظر التجول.. استثناءات قد تفتح أبواب الجحيم!
جو 24 :
محرر الشؤون المحلية - المسؤولية الوطنية، والانتماء الحقيقي، عبر عنهما الشعب الأردني بالتزامه الواعي بتعليمات حظر التجول. رغم بعض المخالفات، التي لا تذكر مقارنة بدرجة الالتزام العالية التي أبداها المواطنون، يمكن الرهان على هذا الشعب، لتجاوز الأزمة، والوصول إلى بر الأمان.

الأسبوع المقبل سيكون حاسما، لمحاصرة المرض والسيطرة عليه، أو تفشيه وانتشاره، لا سمح الله، وبالتالي انهيار القطاع الصحي، وكافة القطاعات الأخرى تباعا. إذا تجاوزنا هذا الأسبوع بذات الوعي الذي عكسه المجتمع في أول أيام الحظر، سنكون قد قطعنا أكثر من نصف الشوط، ولكن علينا الإنتظار أسبوعا آخرا، للتأكد تماما من أننا حققنا الإنتصار المنشود، وتجاوزنا هذه الأوقات العصيبة، بتكاتفنا وتعاضدنا.

ولكن ماذا إذا فشلنا في الصمود خلال الأسبوعين القادمين؟ البعض بدأ بالتململ ونحن لم نكمل يومين من الحظر! بعض القطاعات بدأت تحاول ممارسة ضغوط، لاستثنائها، والسماح لها بالعمل! هذا الموقف يعكس صراحة ضيق أفق، ومحدودية تفكير كارثة!

نحن في مواجهة جائحة، والبدء بمسلسل الاستثناءات سيفتح أبواب الجحيم. بالطبع هنالك بعض القطاعات الحيوية للغاية التي لا بد وأن تستمر، كالقطاع الصحي الذي يكافح المرض، وبعض العناصر الحيوية في القطاع الزراعي مثلا، لضمان مخزون البلاد من الغذاء.. ولكن مثل هذه الضرورة يجب تلبيتها بالحد الأدني، بمعنى أن لا يكون "الاستثناء" هو كلمة السر للهدم والانهيار.

أما تلك القطاعات التي بدأت تعبر عن مخاوفها من استمرار حظر التجول لفترة "طويلة" بعض الشيء، خشية على ما قد تفقده من أرباح، فعليها التفكير أبعد من تلك الحدود الضيقة.. الاستثناءات غير المدروسة، والتي تتجاوز الحد الأدنى الذي تفرضه الضرورة، ستفرغ الحظر من معناه، وتقود حقا إلى انتشار المرض، فهل سيكون بإمكان القطاع الصحي، بإمكانياته المتواضعة، وأسرته محدودة العدد، الصمود أمام جحيم الإنهيار؟!

انهيار القطاع الصحي يعني انهيار كافة القطاعات الإنتاجية والخدمية.. أي شلل اقتصادي كامل، فهل هذه نتيجة تشجع على المغامرة بلعبة الاستثناءات.

حظر التجول هو طوق النجاة الوحيد.. كل ما يتطلبه الأمر هو الصمود لأسبوع أو أسبوعين، فعلى الجميع الالتزام، وعدم السقوط في فخ غواية حفنة من الدنانير، قد تخسرها بعض القطاعات.. الربح الوحيد الذي نريده اليوم هو الأمن الصحي..

ومن الممكن استمرار تلبية حاجات الناس الأساسية من غذاء ودواء خلال فترة الحظر.. ولكن هذا لا يعني فتح أبواب المخابز والمولات، لنشهد تدافعا كارثيا، يقود إلى هدم كل شيء.. على الناس البقاء في منازلهم، وهنالك ألف وسيلة ووسيلة، لإيصال الحاجيات الأساسية إلى كل منزل.

ما شهدناه عشية الحظر من تدافع وتزاحم كان في غاية الخطورة، وتكرار هذا الوضع سيكون كارثة بكل ما للكلمة من معنى! سلامة الأردنيين وأمنهم الصحي هما رأس المال الوحيد الذي نحتاج إلى حمايته في هذه الأوقات العصيبة، وما تبقى مجرد تفاصيل..
 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير