لا يصلح العطار ما أفسده غياب الوعي!
جو 24 :
محرر الشؤون المحلية - الوعي لا يمكن إقحامه إلى مدارك من لا يريد، فهو بحاجة إلى عامل ذاتي، نابع من الانتماء الوطني الحقيقي، والحس العالي بالمسؤولية. الاكتظاظ الذي شهدناه اليوم، والتدافع غير المسؤول على حافلات توزيع الخبز، يعكسان استهتارا خطيرا بالسلامة العامة، والأمن الصحي.
بصرف النظر عن موقفك الشخصي من الإجراءات الحكومية للسيطرة على الوباء، وبصرف النظر أيضا عن الملاحظات التي قد تكون لديك تجاه أحد أو بعض هذه الإجراءات، إلا أن الحكومة تبذل كل ما في وسعها لحمايتك أنت وأبنائك، وقد قدم الأردن في مواجهته الكورونا أنموذجا يحتذى به على مستوى العالم، وكل المطلوب منك هو شيء من الإلتزام، فهل هذا كثير؟!
التهافت الخطير على الخبز لا معنى له على الإطلاق. كل ما تحتاجه يصل إلى باب بيتك، والمخزون الغذائي في المملكة يكفينا لأكثر من شهر، فما هو مبرر هذا الاستهتار، وعدم الانضباط في صف يراعي شروط السلامة العامة، عبر ترك مسافة أمان؟
حظر التجول جاء لحماية المواطن، ولكن يستحيل تحقيق هذا دون التزام المواطن نفسه، وضبط سلوكه ذاتيا. ما حصل من شأنه أن يعيدنا إلى نقطة الصفر، ويجعل من كافة الجهود المبذولة بلا جدوى، فهلا أبدينا قليلا من الوعي، والارتقاء عن قاع الاستهتار، واللامبالاة؟!
ليس المقصود بحظر التجول استعراض القوة، أو التباهي بعضلات السلطة، وإنما تحقيق الأمن الصحي.. نحن جميعا في مركب واحد، شعبا وحكومة، ولا بديل عن التكاتف والالتزام إذا أردنا النجاة.
عدم الالتزام في هذه الظروف هو تخريب ممنهج لكافة الإجراءات الوقائية، الهادفة لحمايتنا، فهلا توقفنا عن عرقلة هذه الإجراءات، بمثل تلك التصرفات اللامسؤولة؟!
في نهاية الأمر، الناس لا تساق إلى الجنة بالسلاسل.. الهدف من وراء كل هذه الإجراءات هو العبور بمركب الوطن إلى بر الأمان، ولكن يستحيل تحقيق هذا دون تحمل المواطن نفسه لمسؤوليته.
حتى إذا كنت ترى خللا في بعض هذه الإجراءات، فليس هذا هو وقت الإعتراض ورفض الالتزام، التجربة مازالت ضمن سيرورتها ولم تنته بعد.. دعونا نتكاتف جميعا ونلتف خلف القرارات الحكومية الآن، وبعد انتهاء التجربة يمكننا التقييم، وسيكون ساعتها لكل حادث حديث..