ما هي الدولة ؟!
"لا يوجد أحد أقوى من الدولة".. عبارة قالها الملك في كلمته التي ألقاها أثناء تخريج طلبة جامعة مؤتة العسكرية، معتبرا أن "هنالك فئة قليلة حاولت الصيد في الماء العكر واشاعة الفوضى واستغلال اجواء الانفتاح والحرية، تعتقد ان الحكمة والصبر التي تعاملت بها مؤسسات الدولة نوع من الضعف".
لا نعلم من هي الفئة التي يتحدّث عنها الملك ويصوّرها على أنّها كائن غريب منسلخ عن الدولة يعيش على الصيد في الماء العكر ويتكاثر على الفوضى وضعف الدولة !! ولا ندري كيف يمكن لهذا الوصف أن يسهم في حلّ الأزمة التي شخّصها الملك نفسه في هذه الكلمة -التي اختار إلقاءها في تلك المناسبة التي يرتدي فيها زيّه العسكري- حيث أكد أن الاحتقان الاجتماعي ناجم عن غياب العدالة وانعدام تكافؤ الفرص، فهل غابت هذه الأسباب وأصبح من يحتجّ على واقعه يُعتبر من جنسيّة أخرى مثلا ؟!
وقد يكون من حقّنا التساؤل هنا، ترى ما هي الدولة ؟ أليست المعارضة مثلا جزء من الدولة ؟ بل ربّما تكون هي الجزء الأكثر حرصاً على الوطن ومناهضة للفساد الذي تغوّل في مختلف مفاصل هذه الدولة ؟! هل يقصد الملك أن الدولة لا تمثّل سوى من يتّفق مع السياسات الرسميّة في حين تنتمي المعارضة الوطنيّة إلى كوكب آخر ؟! حقّا هل يقتصر مفهوم "الدولة" على السلطة فقط في حين يُعتبر من هو خارج دوائر صنع القرار من الرعايا المناهضة لكينونة الدولة ؟!!
الغريب أن رسالة الملك التي تجلّت بكامل وضوحها في تلك العبارة جاءت في ذات الخطاب الذي أكد فيه مجدّدا أنّه "الضامن لعمليّة الإصلاح" وهي عبارة سمعناها مرارا قبيل تشكيل لجان الحوار ومبادرات الإصلاح التي ضُرب بكلّ مخرجاتها عرض الحائط.. وللحديث بقيّة..