انحياز السرور
رئيس مجلس النواب سعد هايل السرور، انحاز بشكل كامل ضد حريّة الصحافة، وتماهى في مواقفه مع رغبات السلطة التنفيذيّة بخنق الحقيقة وتكميم الأفواه وفرض صحافة الرأي الواحد، حماية لمؤسّسة الفساد والاستبداد التي واجهتها الصحافة الحرّة المستقلّة، ما دفع قوى الشدّ العكسي إلى تمرير تعديلات عرفيّة على قانون المطبوعات والنشر قبل حجب المواقع والصحف الالكترونيّة.
السرور قرّر خنق صوت المؤسّسة التشريعيّة، وليس خنق الصحافة فحسب، حيث ألقى إلى عتمة الأدراج بكافّة المذكّرات التي رفعها النواب حول هذه القضيّة، رافضا طرح أيّ من هذه المذكّرات للتصويت، ما يعكس حقيقة تغوّل المركز الأمني- السياسي على كافّة السلطات في هذا البلد الرازح تحت وطأة المتنفّذين وعشّاق المكاسب الذاتيّة.
النائب رلى الحروب، كانت قد جمعت 19 توقيعا من أعضاء المجلس النيابي لإحالة قانون المطبوعات إلى المحكمة الدستوريّة، كما وقّع 57 نائبا على مذكّرة النائب ميسر السرديّة، التي تطالب بوقف إجراء حجب المواقع الالكترونيّة لحين تعديل قانون المطبوعات، فيما وقّع 85 نائبا على مذكرة تطالب بتعديل قانون المطبوعات والنشر، بمبادرة من النائب يوسف القرنة.
الغريب أن أيّا من هذه المذكّرات الثلاث لم يُطرح للتصويت، فرئيس المجلس النيابي فضّل وجودها في الأدراج حتّى يتبيّن من هدي السلطة رشدا، وتقضي حكومة الظلّ أمرا فيكون مفعولا !! ولا ندري لماذا لا يختصر الرجل على نفسه كثيرا من الأسئلة ويعلن بشكل رسميّ أنّه ينظر إلى مجلس النواب بوصفه مجرّد أداة تنفيذيّة، وأنّ المشرّع في هذا البلد هو المركز الأمني السياسي العاجز عن التحرّر من العقليّة العرفيّة رغم مرور 24 عاما "مُفترضة" على تجاوز تلك المرحلة ؟!!