الخطاب الملكي والاوراق النقاشية
يقول الملك في خطابه الاخير ان غياب العدالة يولد الاحتقان وبالتالي العنف، ويرى ان الحل يتطلب معالجة الجذور لهذه المشكلة والمرتبطة بشكل اساسي بالسياسات الحكومية وفشلها. لكن كما حدث في حالة الاوراق النقاشية التي اصدرها الملك لم يناقش احد الخطاب ولا مضامينه الا في اطار اضافة القداسة على كل كلمة قالها الملك، وكأن المطلوب ان يتحول الاعلام الرسمي والصحف اليومية الى ابواق للدعاية لخطاب بحاجة الى ترجمة لسياسات.
نجزم أن احدا في الدولة لم يستمع للخطاب بعقلية منفتحة، بمعنى أن احدا لن يفكر مجرد التفكير بتنفيذ ما جاء في فحواه، ويبدو أن هناك انطباعا بأن خطابات الملك هي فقط مجرد نصوص جميلة لا يقع على عاتق الحكومة البحث جديا في مضامينها، وبدلا من التفكير في ترجمة الخطاب الى سياسات وظفت الحكومة اعلامها الرسمي لاستضافة كل المتزلفين والمطبلين والانتهازيين لخلق انطباع بأن مجرد القاء الملك لخطاب قد حل المشاكل والتحديات، وهو أمر لم يتناوله الملك.
وهذا يذكرنا بالاوراق النقاشية التي لم تناقش.. والادهى أن اطلاق الورقة الرابعة ومبادرة التمكين الديمقراطي رافقها مباشرة قانون تكميم افواه واعتداء على الحريات الصحفية وبتواطؤ من اصحاب المهنة !