2024-11-26 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

العالم في غرفة الإنعاش متى يرحل الكورونا

أحمد محمود سعيد
جو 24 :  منذ ما يقارب من مائة عام والعالم يمرُّ في ظروف صعبة فمن الحرب العالمية الأولى إلى الحرب العالمية الثانية ومن الثورة البلشفية التي قسّمت العالم الى معسكرين شرقي وغربي والى نظامين إشتراكي ورأسمالي , وقسّمت المجتمع الى طبقات كادحة فقيرة ومتوسطة الدخل وطبقة غنيّة كما لم تخلوا دول من شطبها من على الخارطة السياسية ودول أخرى قسِّمت وجزِّئت خاصّة في اوروبا والشرق الأوسط ودول وضعت تحت الإنتداب من دول اخرى وانطفئت شعلة دول وجبروتها وظهرت دول أخرى تقود العالم بل اصبح العالم بقطبين هما الولايات المتحدة الأمريكية وإتحاد الجمهوريات السوفيتية وتمثلت قوة العالم في هذين القطبين وبعد اقل من خمسون عاما انتصر المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على المعسكر الشرقي وتفسّخت المنظومة الإشتراكية والشيوعيّة الى دول عديدة اهمها روسيا الإتحادية والصين من الجانب الإشتراكي وفي الطرف الآخرأمريكا التي بقيت زعيما للعالم يؤازرها احيانا معظم الدول الأوروبية وينساق خلفها معظم الدول العربية والربيبة لها والتي تفرض ما تريد غالبا إسرائيل والتي تعيش أقوى ادوارها في ظل رئيس امريكا الحالي الرئيس الجمهوري ترمب .
فالفترة التي سبقت الحرب العالمية الأولى والتي انهزمت فيها الدولة العثمانيّة ونتيجة ذلك تقسّمت الدول العربية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا بين فرنسا وبريطانيا التي اهدت الصهاينة فلسطين لإقامة دولة إسرائيل عليها وتشريد الشعب الفلسطيني في سقاع الأرض وشهدت هذه الفترة كذلك ركودا كبيرا في الأسواق العالمية كما شهدت قيام الثورة البلشفية .
انتهت الحرب بخسارة ألمانيا وحليفاتها في معركة المارن الثاني في عام 1918م، وأعلن عن انتهاء الحرب رسمياً بعد أن وقعت ألمانيا استسلامها.
كانت الخسائر البشرية في الحرب حوالي تسعة ملايين قتيل، وعدد أكبر بكثيرٍ من الجرحى والمشوهة أجسامهم, كما أتلفت الحرب محاصيل كثيرة ودمرت العديد من المدن والملايين من البيوت والمباني ودمرت الحرب سكك الحديد في المناطق التي دارت فيها الحرب, كما تسبّبت الحرب بتفكّك الدولة العثمانية وذلك حسب معاهدة 1920م
أمّا الحرب العالمية الثانية فهي نزاعٌ دوليٌ بدأ في شهر أيلول من عام 1939م، وانتهى في شهر أيلول من عام 1945م، وتعتبر هذه الحرب من الحروب الشاملة الّتي كلّفت خسائر فادحةً، بسبب اتساع مساحة الحرب، وتعدد الدول المشاركة فيها، حيث انقسمت معظم الدول في العالم إلى قسمين واسباب هذه الحرب توتّر العلاقات الدوليّة بسبب الأزمة الاقتصاديّة، ومخلّفات معاهدة فرساي, وقد تم فرض معاهدات صلح على الدول المهزومة في الحرب العالمية الأولى، وتضمنّت هذه المعاهدات قيوداً عسكريةً وماليةً على تلك الدول, وتم اشتعال المواجهة الاقتصادية والسياسيّة بين "فرنسا، بريطانيا، أمريكا" من جهة، و" ألمانيا، وإيطاليا، اليابان" من جهة أخرى,وكذلك التوسع الياباني في منطقة منشوريا في الصين,وغزو أثيوبيا من قبل إيطاليا, كذلك امتداد مساحة الدولة الألمانية وأخذ أراضٍ من دولة النمسا وتشكوسلوفاكيا, وتم إقامة حلف المحور بين برلين وروما وطوكيو , وقد تمخضت عن الحرب العالمية الثانية نتائجٌ عدةٌ منها فقدان الكثيرين، إلى جانب الملايين من الجرحى واليتامى، وكان النصيب الأكبر من الضحايا لكل من الاتحاد السوفييتي، والصين، واليابان وألمانيا, تدمير البنى التحتية ممّا أدّى إلى تراجع ناتج الخام الوطني في الدول المتصارعة, تغيّر الخارطة السياسيّة لأوروبا بعد الحرب العالمية الثانية,وكذلك انقسام ألمانيا إلى دولتين وهما: ألمانيا الغربية الرأسمالية، وألمانيا الشرقية الاشتراكية بفعل دول الحلفاء, إنشاء أنظمةٍ مواليةٍ للاتحاد السوفييتي في دول أوروبا الشرقية، مما تسبّب في نشوب الحرب الباردة, وكذلك استبدال عصبة الأمم بمنظمة الأمم المتحدة، والتي تأسسّت عام 1945م، وكان من أبرز أهدافها تعزيز التعاون الدولي، واحترام حقوق الإنسان، بالإضافة إلى تأسيس أجهزة داخلية في منظمة الأمم المتحدة، ومنها الجمعية العامّة، ومحكمة العدل الدولية، ومجلس الأمن، ومنظمة الصحة العالمية، وصندوق النقد الدولي بالإضافة إلى منظمة العمل الدولية وتغيّر العالم بعد هذه الحرب .
ولم تشهد تلك الحربين ما نشهده الان حيث من المنظور الإنساني كانت القوّة هي الظاهر وهي التي تلعب دورا في النتائج وما شهدناه من نتائج على الأرض في تلك الحروب والتي إشتركت فيها دول كثيره في اكثر من قارّة ولعبت قوى الدول والأسلحة المتطوِّرة في حينه دورا كبيرا ولكن ما نشاهده الآن هو حرب تخوضها دول العالم قاطبة والتي يزيد عددها عن مائة وتسعون دولة .
وتعتبر الأرض وهي الجزء الخارجي من القشرة الارضية الذي لا يغطيه الماء حيث تبلغ مساحة سطح الارض 410,1 مليون كيلومتر مربع، وتبلغ مساحة اليابسة فيها 148,9 مليون كيلومتر مربع، بينما تصل مساحة البحار فيها إلى 361,2 مليون كيلومتر مربع هذا بالإضافة الى ما تتبجّح به دول كبرى إستطاعت ان تنفذ للفضاء وكأنهم يوهمونا ان الدول الكبرى إستطاعت ان تسيطر على الجو والفضاء والبحر وانها أصبحت تمتلك الكون بأرضه وجوِّه وفضائه ومياهه وأن الدول الكبرى هي صاحبة النفوذ والقوى التي تهيمن على غيرها من دول وشعوب في العالم الثالث ولكن خاب ظنُّهم حيث ان العالم بأكمله لم يستطع مواجهة أصغر المخلوقات التي لا تُرى بالعين المجرّدة والذي من المتوقّع أن لا يغادر هذه الكرة قبل ان يصيب بآثاره مليوني إنسان ويقتل ما يزيد عن مائة الف من البشر حيث اصاب حتى الان من اعظم دولة وهي امريكا ما يقارب من نصف مليون شخص وقضى على حوالي خمسة عشر الف روح وما زالت آثاره ونتائجه لم تُحسم حتى الآن وهذا الفيروس جعل العالم يدور في حلقات مختلفة فمنهم من يبحث عن عقار طبي مفيد للقضاء عليه ومنهم من يبحث عن حقيقة من المسبِّب لتلك الجانحة ومنهم من يرصد المليارات لتخفيف الأضرار والعواقب ولكن ذلك الفيروس استطاع ان يُغلق العالم حتى بكنائسه وجوامعه ودور عبادته المختلفة بالتوازي مع إغلاق دور الترفيه وأماكن ممارسة الموبقات وتناول المشروبات المحرّمة وغيرها من أماكن غير محترمة او على الأقل ليست لائقة بإنسانية الإنسان او غيرها من أماكن للهو ولعب القمار وغيرها مما يُغضب خالق الكون ويزيد في معصيته وهذه الدول التي تلهت بالحروب وإضطهاد الشعوب وسرقة مقدّراتها ولم تشكر الخالق على نعمائه ويكفيها خلق الإنسان وكرّمه الله بنعمة البصر والسمع والصحّة بكافّة تعقيداتها التي خلقها الله لعبادته وكذلك الكثير من النعم التي ميّز الله سبحانه البشر بها ووهبه العقل لكي يتميز عن غيره من المخلوقات ليفكِّر ويبتدع ما يفيد الغير ومع ان العديد من المراكز الطبية وفي عدّة دول تعمل لإكتشاف عقار يقضي على الفيروس المسبِّب للوباء الذي إستشرى بالعالم حتى الآن لياخذ درسا من هذا الفيروس المتناهي بالصغر الذي يستطيع بإرادة الخالق ان يقتل اكثر مما قُتل في الحربين العالميتبن دون ان تُطلق طلقة واحدة ولكن الله رحيم بعباده قال تعالى ﴿وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ صدق الله العظيم
ومن يرحمه الله ويبقيه حيّا بعد ان يرحل فيروس الكورونا برحمة الله تعالى فإن الكون بمن يظلُّ فيه من الأحياء سيختلف , فإنّ النظرة ستتغيّر عند بني البشر وعندها نسأل الله ان يكون المؤمنون إلى الله أقرب ونظرتهم للمال تختلف وحبُهم للعدل أفضل وسيكونون كالذي نجّاه الله من ظرف صحِّي صعب ووهبه الله الحياة من جديد وكأنه كيوم ولدته أمه وبعدها سيخرج سليما مُعافى من غرفة الإنعاش قال تعالى ﴿ وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ * وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ * إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾صدق الله العظيم
أحمد محمود سعيد
عمّان – الأردن
11/4/2020
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير