الكورونا وسوء طباع البشر

 لقد أظهرت جائحة الكورونا التي أصابت حتى الآن حوالي عشرين مليون نسمة وأودت بحياة حوالي ثمانمائة الف إنسان حسب الأرقام المعلنة خلاف الضحايا التي لم يُعلن عنها في مختلف الدول ومن المشاهد التي نستطيع تمييزها بخصوص تلك الجائحة ما يلي :

•أن هناك فرق واضح بين إلتزام الشعوب في الدول المتقدمة بتوجيهات حكوماتها بما يخص مصلحة وحياة وصحة مواطنيها عن ذلك الحال عند مواطني الشعوب في دول العالم الثالث في مختلف القارات بإعتبار ان ذلك الإلتزام هو لمصلحة المواطنين والوطن .

•أن هناك فرق واضح بين إستغلال التجار والصنّاع ومقدِّمي الخدمات للمواطنين في الدول المتقدمة مع تقديم حوافز مشجِّعة عنه في العالم الثالث حيث يسود الجشع والإستغلال مهما كانت العقوبات الرادعة سواء كانت مادِّية أو جزائية أو حقوقيّة .

•تقوم حكومات الدول المتقدمة بتوزيع مساعدات مالية أو عينية على المواطنين الذين تعطلوا عن أعمالهم او للعائلات الفقيرة في الدول المتقدمة بينما شعوب الدول في العالم الثالث تقطِّر عليهم حكوماتهم وتحمِّلهم جمايل للفتات الذي قد تدفعه لمواطنيها تحت مسميات مختلفة مثل دعم الخبز أو خلافه .

•قامت حكومات الدول بدعم مصانعها ومؤسساتها الصناعيّة والتجاريّة وخطوط طيرانها ومؤسسات النقل فيها والمؤسسات الصحية الخاصّة فيها وذلك لتحميها من الإنهيار أو إشهار الإفلاس وحماية أموال مساهميها او العاملين فيها بينما في دول العالم الثالث قامت حكوماته بإستغلال تلك الجائحة لرفع أسعار بعض البنود والرسوم والأجور وغير ذلك من خدمات

•تدرس بعض حكومات دول العالم المتقدِّم تأجيل بعض النشاطات الشعبيّة مثل الانتخابات الشعبيّة بينما قد تستغل بعض الدول في العالم الثالث لتعجيل تلك النشاطات لصالح بعض الجهات أو الفئات على حساب الشعوب الغلبانة التي لا تجد كسرة الخبز.

•وقد تلجأ الدول الكبرى وخاصّة أمريكا وإسرائيل ودول أروبية وغيرها بإستغلال دربكة الأوقات مع هذه الجائحة لتمرير مشاريع وإتفاقيات وخطط تُغيِّر من خرائط العالم وطبعا فالقضيّة الفلسطينيّة وإحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينيّة وتثبيت حدود ودعائم إسرائيل كوطن قومي لليهود بقيادة الصهيونية العالميّة هو أهم موضوع بالنسبة للصهاينة أوّلا وثمّ بالنسبة لكثير من الساسة الأمريكان لكسب أصواتهم الانتخابية في أمريكا وثم مهم للساسة الأوروبيون للتخلص من شرور اليهود في الدول الأوروبيّة المختلفة وأخيرا بالنسبة لكثير من دول الشرق الأوسط ودول أخرى للتخلُّص من وجع الراس الذي تسببه تلك القضيّة لكثير من زعماء المنطقة وغيرهم بحيث تنزل تلك المآسي على رأس طرف واحد هو الشعب الفلسطيني الذي تحاول جميع الأطراف المذكورة أعلاه من تدجينه ودفعه لقبول صفقة القرن بما حوته واشتملت عليه من ضياع لوطن كامل وحقوق شعب مُشرّد في صقاع الأرض وتشتّت من أجل حفنة من الفايروسات من اليهود الصهاينة عاثوا فسادا ودمارا على الأرض .

وقد تُغيِّر موجة الكورونا هذا العالم بشكل جوهري كأن تُمحى إسرائيل عن خارطة العالم كليّا ويعيش اليهود بسلام مع الفلسطينيون تحت سقف واحد لتنشئة أجيال تكون قريبة من الحق والعدالة موحدين لله محبين للخير لجميع الشعوب مؤمنين بان السلام والمحبّة والإيمان بالله هي الهدف من الحياة والوجود علّ البشر يُصلحون من طِباعهم .