اتفقوا على أن لا يتفقوا
طاهر العدوان
جو 24 : خلاصة قمة الثماني في أيرلندا هي التأكيد على وجود «خلاف كبير» على الملف السوري بين بوتين من جهة وبين أوباما وحلفائه من جهة أخرى . وفي العادة عندما يكون الخلاف « كبيرا» ينفض السامر بين المتحاورين لكن ما حصل هو التفاقهم « على العمل من اجل عقد جنيف ٢ وعلى حل الصراع سلمياً « ولفهم التناقض بين ( الخلاف الكبير ) و ( عقد جنيف ) هو أن الكبار اتفقوا على ان لا يتفقوا في المرحلة الراهنة بانتظار نتائج تدفق السلاح إلى الارض السورية .
كل هذا يعني ان قمة الثماني صادقت على استمرار الحرب في سوريا وان الحل السياسي بات اليوم ابعد مما كان في أي وقت مضى . اللغة العسكرية التي تحدث بها بوتين لم تعط منذ البداية أي بارقة أمل لتمهيد الطريق أمام انعطافة حقيقية نحو الحل السياسي ، انه ضد تزويد المعارضة بالسلاح وضد التدخل الخارجي لان أعداء الأسد « يأكلون لحوم البشر « على حد وصفه بينما من حق روسيا ان تواصل ارسال السلاح وتعطيل أي حل من خلال مجلس الامن لان « نظام الأسد شرعي « .
منطق بوتين هو نفس منطق الأسد الذي صرح في نفس اليوم « بانه سينتصر على الإرهاب « بينما رفض وزير إعلامه أي حديث عن مرحلة انتقالية . انه منطق التمسك بالحل العسكري الذي جر سوريا إلى حمامات الدم والدمار والخراب . بوتين والأسد يسعيان إلى حسم عسكري وانتصار لن يتحقق عملياً الا على جثة سوريا كلها . أما جنيف ٢ في نظرهما فليس سوى المكان الذي تجهز فيه الطاولات والكاميرات من اجل قيام ممثلي الثورة بالتوقيع على ورقة خضوع الشعب للاستبداد ، والتسليم لتطلعات بوتين في استعادة أمجاد الكرملين الأحمر وطبعاً ستكون عمائم طهران حاضرة لتقديم التهاني بانتصار (المقاومة والممانعة )التي أصبحت الرمز للمشروع الصفوي الإيراني في العراق وبلاد الشام .
على الجانب الآخر من قمة أيرلندا فان « الخلاف الكبير « بمفهوم أوباما وأوروبا المنقسمة لن يترجم إلى دعم عسكري وسياسي للثورة السورية بما يوازي دعم بوتين للأسد . واقع الأمر ان الغرب لا يريد انتصار الثورة عسكرياً بمزاعم التخوف من وصول المتطرفين الإسلاميين إلى الحكم كما انهم لا يريدون انتصار النظام ، أي انتصار روسيا وايران في المنطقة . لهذا فكل الحديث عن تسليح الجيش الحر هو من اجل مده بالقدرة على الصمود امام هجمات قوات الأسد وإيران ونصر الله وصولا إلى حالة يذهب فيها الجميع إلى جنيف للوصول إلى حلول وسط لا تسقط النظام ولا تهزم الثورة .
الجانبان الروسي والغربي دشنا عملياً مرحلة جديدة من الحرب السورية ، وهذا يعني ان القتال سيتواصل وموجات اللاجئين ستزداد والوضع الإنساني المأساوي سيتفاقم والأعباء الاقتصادية والأمنية ستكبر وتتعاظم على دول الجوار ، الاردن ولبنان ، بينما ستشتد رياح المذهبية وفتنها البغيضة ، ولا مفر من تجنب هذه المأساة إلا اذا ادرك العرب ان حل الصراع لن يكون لا في روسيا ولا في امريكا إنما في جهد عربي قوي يستخدم مقدرات الأمة السياسية والمالية والاقتصادية لإجبار مجلس الامن على وقف المجازر وحرب الإبادة ، وفي النهاية لن ينتصر لابوتين ولا الأسد ولاخامئني على شعب قرر تغيير نظامه السياسي ، الحرب في سوريا ستطول مادام النظام قائماً وشرر نارها لن يطال موسكو وواشنطن إنما عواصم عرب المشرق والمغرب . (الراي)
كل هذا يعني ان قمة الثماني صادقت على استمرار الحرب في سوريا وان الحل السياسي بات اليوم ابعد مما كان في أي وقت مضى . اللغة العسكرية التي تحدث بها بوتين لم تعط منذ البداية أي بارقة أمل لتمهيد الطريق أمام انعطافة حقيقية نحو الحل السياسي ، انه ضد تزويد المعارضة بالسلاح وضد التدخل الخارجي لان أعداء الأسد « يأكلون لحوم البشر « على حد وصفه بينما من حق روسيا ان تواصل ارسال السلاح وتعطيل أي حل من خلال مجلس الامن لان « نظام الأسد شرعي « .
منطق بوتين هو نفس منطق الأسد الذي صرح في نفس اليوم « بانه سينتصر على الإرهاب « بينما رفض وزير إعلامه أي حديث عن مرحلة انتقالية . انه منطق التمسك بالحل العسكري الذي جر سوريا إلى حمامات الدم والدمار والخراب . بوتين والأسد يسعيان إلى حسم عسكري وانتصار لن يتحقق عملياً الا على جثة سوريا كلها . أما جنيف ٢ في نظرهما فليس سوى المكان الذي تجهز فيه الطاولات والكاميرات من اجل قيام ممثلي الثورة بالتوقيع على ورقة خضوع الشعب للاستبداد ، والتسليم لتطلعات بوتين في استعادة أمجاد الكرملين الأحمر وطبعاً ستكون عمائم طهران حاضرة لتقديم التهاني بانتصار (المقاومة والممانعة )التي أصبحت الرمز للمشروع الصفوي الإيراني في العراق وبلاد الشام .
على الجانب الآخر من قمة أيرلندا فان « الخلاف الكبير « بمفهوم أوباما وأوروبا المنقسمة لن يترجم إلى دعم عسكري وسياسي للثورة السورية بما يوازي دعم بوتين للأسد . واقع الأمر ان الغرب لا يريد انتصار الثورة عسكرياً بمزاعم التخوف من وصول المتطرفين الإسلاميين إلى الحكم كما انهم لا يريدون انتصار النظام ، أي انتصار روسيا وايران في المنطقة . لهذا فكل الحديث عن تسليح الجيش الحر هو من اجل مده بالقدرة على الصمود امام هجمات قوات الأسد وإيران ونصر الله وصولا إلى حالة يذهب فيها الجميع إلى جنيف للوصول إلى حلول وسط لا تسقط النظام ولا تهزم الثورة .
الجانبان الروسي والغربي دشنا عملياً مرحلة جديدة من الحرب السورية ، وهذا يعني ان القتال سيتواصل وموجات اللاجئين ستزداد والوضع الإنساني المأساوي سيتفاقم والأعباء الاقتصادية والأمنية ستكبر وتتعاظم على دول الجوار ، الاردن ولبنان ، بينما ستشتد رياح المذهبية وفتنها البغيضة ، ولا مفر من تجنب هذه المأساة إلا اذا ادرك العرب ان حل الصراع لن يكون لا في روسيا ولا في امريكا إنما في جهد عربي قوي يستخدم مقدرات الأمة السياسية والمالية والاقتصادية لإجبار مجلس الامن على وقف المجازر وحرب الإبادة ، وفي النهاية لن ينتصر لابوتين ولا الأسد ولاخامئني على شعب قرر تغيير نظامه السياسي ، الحرب في سوريا ستطول مادام النظام قائماً وشرر نارها لن يطال موسكو وواشنطن إنما عواصم عرب المشرق والمغرب . (الراي)