سذاجة اصدقاء الرئيس
في لقاء خاص مع عدد من الاقلام التي تزعم استقلاليتها لكنها تدافع عن رئيس الحكومة وتهاجم خصومه وتبرر ما يفعله، قال احدهم أن الحكومة يجب ان تستمر لمدة اربع سنوات لان كثرة التغيير لا تعني أن البرامج العابرة للحكومات لا تطبق!
صحيح أن كل حكومة تأتي لتقوم بمهمة غير شعبية لكنها ضمن مخطط محدد، ومن ثم تتم التضحية بها، لكننا لا نعرف لماذا يمكن ان تكون حكومة النسور استثناء؟! ما غاب عن هذه الاقلام هو ان كثرة تغير الحكومات يعني عدم استقرار سياسي، وبالتالي حتى لو نفذت الحكومات المتعاقبة وبالقطعة البرنامج غير الشعبي الا ان حجم الاحتقان بات يهدد السلم الاهلي. والحل طبعا لا يكمن بمنح مدة اضافية في حكومة انتهى عمرها بتمرير قانون الموازنة وانما باعادة قواعد اللعبة من خلال سن تشريعات تؤسس لحياة سياسية حقيقية تمكن المواطن من تحمل مسؤوليات خياراته.
سذاجة هذه الاقلام التي تحاول ان تجد لنفسها دور في سياق التماهي الخفي مع اجندات القصر وصلت الى حد اقناع النسور وغيره ان الاعلام الموجه وصاحب الموقف والرأي الواحد كفيل بتغيير الرأي العام، وفي هذا مغالطة كبيرة لأن احساس الناس بالضيم في ارتفاع وقد اشار الملك الى ذلك في خطابه.
بقي ان نقول ان هذه المقالات الموجهة لا يقرأها الناس لأنهم اكثر ذكاء من المتذاكين الذين سقطوا في مستنقع الدفاع المستميت عن الرسميين التنفيذيين وخياراتهم الاستراتيجية.