اعادة "ضبط المصنع"
د. نبيل الكوفحي
جو 24 :
رمضانيات 2
..
الأحلام بلا أهداف تبقى أحلاماً، وحتى تتحقق فلا بد من خطة تجيب على أسئلة:
-ماذا أريد (الأهداف)
-كيف أصل الى ما اريد (الوسائل)
-ومتى أصل الى ما أريد (جدول زمني)
-وغيرها من الأسئلة المحفزة للتفكير.
في حواراتنا اليومية مع أشخاص ابتلوا بأنماط حياتية سيئة من الإفراط بالطعام أو التدخين أو قلة تنظيم الوقت... الخ،
تكون اكثر الاجابات انهم يرغبون بتغيير تلك العادات ويحاولون لكنهم لا ينجحون !!
أظن أن غالبهم لم يحول تلك الرغبات الى خطة، لأسباب تتعلق بعضها بضعف العزيمة والارادة، وبعضهم لم يستفد من تجارب الاخرين، وبقى رهين المحاولة المتكررة بذات الوسائل والمسارات، ناسيا القاعدة الذهبية: غيٍر طريقك لتنجح.
في رمضان فرصة كبيرة: فحن بممارسة حقيقية للعزيمة، ننجح بالصوم ما يزيد على خمسة عشرة ساعة، وننجح بالكف عن الكثير من المباحات فوق امتناعنا عن المحرمات، فهي فرصتنا لاستكشاف قدرات الارادة, حتى نحقق أمر الله تعالى (واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم).
اكاد اجزم ان من يصوم هذا النهار الطويل قادر على الإقلاع عن التدخين، وقادر على تناول ما يقيم جسده لا ما يثقله، فليس له حاجة للذهاب لمراكز تخسيس الوزن، أو تناول "فاقدات الشهية", وغير ذلك كثير. انها فرصة ايضا لمن يضيع وقته كيف ينظمه ويجعله مجدولا مستثمرا كما يفعل في رمضان.
رمضان منحة ربانية لإعادة "ضبط المصنع " كما تتمنى في كثير من محطات محاسبة الذات : بان تكون نموذجا في أشياء كثيرة. ولو تعلقت همة احدكم بالثريا لنالها بإذن الله.
قال تعالى (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ(.
وتقبل الله طاعاتكم وقوى من عزيمتكم .