jo24_banner
jo24_banner

ليته لم يعتزل

ماهر أبو طير
جو 24 : اعتزل المطرب فضل شاكر الغناء،وهو الذي كان يسمى مطرب الاحساس،لكثرة ما في أغانيه من عاطفة وحب وعشق وغرام،والمطرب شبع مالا وشهرة ومعجبات،وترك اثراً خطيراً على ملايين المستمعين وتركهم في كل واد يهيمون وراء احاسيسه وخيالاته الجميلة وصوته الرقيق.

اعتزل،بعد ان شبع، لكنه لم يكفنا شره،فانقلب الى متشدد ديني،للتكفير عن خطاياه السابقة،وهاهو بات اسما من الاسماء السلفية المتشددة في لبنان وصيدا تحديدا،ويدخل طرفا في اقتتال ديني ومذهبي يقتل فيه الناس بعضهم البعض على خلفية الدين والمذهب،ويتورط الفنان المعتزل بهذه الطريقة في دماء الابرياء،من المسلمين،عموماً،ومواطنيه خصوصا.

كلما صرح فضل شاكر لوسيلة اعلام يقول في تصريحاته انه سيعود الى المشايخ وسوف ينسق مع المشايخ،في سياق اعلان تبعيته لتيار ديني،واصفا حسن نصر بحسن الشيطان،وحزب الله بحزب اللات،الى آخر هذه التصنيفات،ولا احد يقول لك لماذا لم يستغل المطرب المعتزل اسمه من اجل حقن الدماء بين مواطنيه اولا،وبين المسلمين ثانيا،بدلا من هذا الانقلاب من الغناء والنوادي الليلية،الى التشدد والرد على القتل بالقتل،والغرق في مستنقع الدماء السوري اللبناني المتصل؟!.

ربما تسيطر على فضل شاكر عقدة تطهير نفسه من ماضيه،وما في ماضيه من خطايا تغضب الله،لكنه يتطهر على حسابنا وبطريقة تجعلنا نتمنى لو بقي مطربا،لان التورط في دماء الناس تحت مبررات دينية ووطنية ومذهبية،لا يمكن ان يكون تطهرا ولا طلبا للغفران،وهو هنا،كذاك الذي لم يكن يصلي،واذ تاب وعاد الى الصلاة لم يجد سوى دماء الناس ليغتسل فيها،اغتسال توبته،ووضوء ليله ونهاره!.

ماذنب الناس ان يدفعوا الثمن مرتين،الاولى بسبب ما يتركه صوته الجميل من اثر غير اخلاقي على الملايين،عبر افسادهم،ومرة حين يتحول الى متشدد يشتم مواطنيه ويصف احد مواطنيه بالخنزير،ويتورط في صراع ديني،لا تسمح به معايير الشرع،لان القتل لا يتم الرد عليه بالقتل،والجريمة لا يتم الرد عليها بجريمة،وشق المجتمعات الامنة على خلفية صراعات مذهبية،لا يعكس ابدا انتصارا للدين،بل انجراراً وراء الخديعة؟.

لا اعرف لماذا تذكرت امام قصته قصة الشيخ شافي العجمي في الكويت،وهو متشدد ديني اعلن بدء موسم «ذبح الرافضة «في الكويت،ردا على ذبح السنة في سورية،محتفلا بكل غباء بأنه ذبح شخصاً ونجله وسط المئات من انصاره في الكويت،طالبا من المجاهدين في سورية اسر عشرة من «الرافضة» كي يذبحهم بنفسه كالخراف،فلا تعرف كيف سمح لنفسه اولا بنقل الصراع في سورية الى الكويت،وكيف سمح لنفسه بالرد على قتل الابرياء من السنة،بقتل ابرياء من الشيعة،انها مصيبة النطق باسم الله،وبكون القتل هنا عملا من اعمال الجنة؟!.

فضل شاكر اعتزل وتحول الى متشدد ديني يؤمن بالقتل ويهدد ويتوعد بالقتل والذبح،مطلقا لحيته،معتبرا انه يرضي الله بهذه الطريقة،مستندا الى تأويلات تبيح له هذه المسلكيات،ولو بقي مطربا لكان أرحم،لان الطرب على ما فيه من خطايا واثام وحرمات،الا انه اهون من التورط في دماء الناس وحرمات بيوتهم،تحت عنوان الاخذ بالثأر لبيوت اخرى تم هتك حرماتها،وسفك دم اهلها.

ليته لم يعتزل ولم يتطهر بدماء الناس. (الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news