الله الرحمن

 رمضانيات 17

..

لفت نظري أثناء قراءتي لسورة مريم كثرة ورود اسمه تعالى الرحمن، حيث تكررت (15) مرة، ولفظ الجلالة الله (8) مرات، وكلمة (رب، ربي، ربك) (23) مرة، اي أن مجموعي اسمي الجلالة (23) مساويا لصفة ربوبيته (23). وبعد البحث وجدت ان كلمة الرحمن تكررت في القران الكريم (57) مرة، بينما كلمة الرحيم تكررت (114) اي ضعفها وبعدد سور القران الكريم.

هناك حكمة وسر في البسملة : بسم الله الرحمن الرحيم، إذ احتوت على ثلاث أسماء وصفات لله سبحانه، وبرغم من اقتران الرحمن بالرحيم في البسملة، الا انهما اقترنا في (6) آيات فقط من الآيات ال (57).

الرحيم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: أن الله عز وجل رحيم بعباده المؤمنين (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً)، أما الرحمن فأشد مبالغة وصفة الرحمة تشمل كل الخلائق، فرحمته وسعت كل شيء، وأما الرحيم فإنما ذكر بعد الرحمن لأن الرحمن اسم مقصور على الله عز وجل خاص به ، فلا يسمى احد باسم الرحمن ولا يوصف به، قوله تعالى )قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) وقوله ( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى).

قال ابنُ القيِّم رحمه الله: "إِنَّ (الرَّحمَن) دالٌّ على الصفةِ القائمةِ به سُبْحَانَهُ، و (الرَّحيمَ) دالٌّ على تعلُّقِها بالمَرْحُومِ، فكان الأولُ للوصفِ والثاني للفعلِ. وزاد بقوله: ولما كان هذا الاسمُ مختصًّا به تعالى، حَسُنَ مجيئُه مفردًا غيرَ تابعٍ كمجيءِ اسمِ اللهِ كذلك، ولم يَجِئْ قطُّ تابعًا لغيرِه بل متبوعًا وهذا بخلافِ العليمِ، والقديرِ، والسّميعِ، والبصيرِ، ونحوِها.

عودة لسورة مريم: ترتيبها في القران (19)، وعدد آياتها (98) جاءت كلمة الرحمن الاولى في الآية (18) والاخيرة في الآية (96)، فاذا اخذنا الفرق بين عدد الآيات السابقة للأولى (17) واللاحقة للأخيرة (2) فيكون الناتج (17-2=15) وهو مساوي لعدد تكرار كلمة الرحمن في السورة (15)، أما اذا أخذنا المجموع فيساوي (2+17= 19) وهو ترتيب سورة مريم في القران الكريم، زاذا اخمت الفرق (96-18= 76) وهو ترتيب سورة الانسان التي اياتها (31) وورد فيها لفظتي (الله) ورب بصيغها المختلفة (5) مرات لكل منهما.

أما لفظة (رب) فقد وردت في المرة الاول في الآية (2) وفي الاخيرة في الآية (76), فاذا اخذنا فرق ما قبلها وما بعدها (22-1= 21) وهو ترتيب سورة الانبياء (ورد فيها الله=6، رب =14، الرحمن = 4=24) واذا اخذنا المجموع (1+22= 23) وهو عدد تكرارات الكلمة (23)،

أما لفظ الجلالة (الله) فقد وردت في المرة الاول في الآية (30) وفي الاخيرة في الآية (81), فاذا اخذنا فرق ما قبلها وما بعدها (29-17= 12) وهو ترتيب سورة يوسف (ورد فيها الله=44، رب =13 وتساوي عدد كلمة الرحمن في القران الكريم (57) حيث لم نرد في السورة هنا، واذا اخذنا المجموع (29+17= 46) وهو مجموع تكرارات الكلمات (الرحمن+ الله+ رب=46)

وتقبل الله صيامكم وحسن تدبركم للقران ورحمكم الرحمن.