jo24_banner
jo24_banner

احتضار الدولة وليس المجتمع

احتضار الدولة وليس المجتمع
جو 24 :

كتب الزميل فهد الخيطان يوم امس مقالا في صحيفة الغد لخص فيه ازمتنا ببساطة ب "احتضار المجتمع الاردني" . المقالة تضمنت جملة من الملاحظات الدقيقة والصحيحة غير انها لم تتناول الاسباب الكامنة ل "احتضار المجتمع"، وبهذا المعنى يكون الزميل قد عالج بمقالته مظاهر الازمة وليس الاسباب الحقيقية الناتجة عن سياسات يعرفها القاصي والداني.

المقاربة بظننا تحتاج الى مراجعة وخاصة ان صياغة الزميل مبهرة وتحمل في طياتها وقائع استند عليها لتمرير الفكرة وطرح السؤال الخطأ ، وهنا نتذكر ما قاله المفكر الفن توفلر في كتابه (حضارة الموجة الثالثة ) بان السؤال الصحيح خير من الجواب الصحيح للسؤال الخطأ " ، لذلك نقول ان من يحتضر ليس المجتمع بل مؤسسات الدولة التي عملت وفق الية مركزية خططت لها طغمة وصلت الى مراكز التاثير والنفوذ ووضعت نصب أعينها النهب والفساد والافساد، فالمجتمع الاردني هو ذاته الذي بنى الدولة ومؤسساتها والذي ساهم بخبراته في تكريس حالة النماء والتطور. والمواطنون الاردنيون هضمت حقوقهم وسرقت ثرواتهم ومقدراتهم وتم التعامل معهم كرعايا وليس كمواطنين اصحاب حقوق، وتم التلاعب الاعلامي السيء باستبدال كلمة حقوق بمكارم وكأن المواطن هو طفيّلي ولا يساهم بالانتاج.

حالة التشظي وعدم احترام القانون ليست سمة بالمجتمع الاردني ولكن المؤسسات تطاولت على حقوقه وغيبت العدالة الاجتماعية واستمرت بسياسة الاحتواء الناعم والاسترضاء وخلق النخب الفاشلة وتم ذلك كله بتواطؤ من كتاب زينوا للحكومات بل وابتدعوا كل انواع الحجج والذارئع لخلق صورة مقبولة لهذه الطغمة وتضمن لهؤلاء الكتاب دور المسوّغ للحصول على مكاسب لا يمكن ان يحصلوا عليها لو تم تسييد مبدأ العدالة وتغيبب الواسطة والاحتواء والمحسوبية.

وأخير نقول حسنا فعل الزميل الخيطان باثارة القضية التي تحتاج الى بحث معمق حتى نصل الى توصيات، ونرجوا أن لا يتم توظيف مقالة الخيطان لتبرير اخطاء الدولة وتحميل المجتمع ما آلت اليها الامور من تردي واضح على كل الصعد والذي نتج كما اسلفنا عن سياسات معدة لهذا الغرض.

وفي هذا السياق لا بد ان نتفكر جيدا بهذه الحادثة التاريخية التي نقُلت عن الخليفة عمر بن الخطاب والامام علي بن ابي طالب رضي الله عنهما وهي بالمناسبة وردتنا بتعليق لاحد المواطنين نذكرها هنا لارتباطها الوثيق بموضوعة مقال الزميل :وصل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، مال عظيم من الغنائم، فقال: إن قوما أدّوا الأمانة في هذا لأمناء، فقال له بعض الحاضرين: إنك أديت الأمانة إلى الله تعالى، فأدوا إليك الأمانة، وقال سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه: عففت فعفت رعيتك ولو رتعت لرتعوا..

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير