تحديات الصين للوصول لقيادة العالم
مروان محمد صالح سمور
جو 24 :
كلنا نعلم قوة الولايات المتحدة الأمريكية ونعلم تمام المعرفة كيف تتحكم بالعالم ، وكيف أن ساسة الولايات المتحدة يسعون بجد لبقائها "الدولة
العظمى" لعشرات السنوات القادمة , ويعملون بدأب لاستمرار ريادتها وتزعمها لهذا العالم .
ولكن في الوقت ذاته فان الصين اضحت قوة عالمية لا يستهان بها , فهي بقوتها الاقتصادية والعسكرية وعوامل القوة الاخرى التي تملكها ,
تشكل تهديد مباشر للولايات المتحدة بزعامتها ومنظومتها في المجتمع الدولي .
وقد تزايدت في الفترة الاخيرة , تحليلات كثيرة تشعل ناقوس الخطر , وتدق طبول الحرب العسكرية بين الولايات المتحدة الامريكية والصين ,
وبانها اصبحت شبه مؤكدة وقيامها امر واقع , وان الحرب بين الدولتين قادمة لا محالة .
ولكن السؤال : هل يوجد هناك معطيات ومؤشرات تدل على رغبة كلا الدولتين فعلا بالحرب ؟ وهل يملك كلاهما الاستعداد والتصور لهذه
الحرب ؟
رغبة الصين في منافسة الولايات المتحدة على قيادة العالم
ان الصين تعلم جيدا بأن القوة في العالم ؛ لا تزال بيد النظام الرأسمالي وادواته هي التي تحكم العالم ، وإن أرادت الصين السيطرة على هذا
العالم , فيجب ان تبدأ عملها بالتدريج , وتبدأ بمشاريع تخلق بدائل لكل مشاريع الولايات المتحدة والدول الغربية معها , وتسحب البساط من تحت
اقدامهم . لذلك فقد سعت لاحياء طريق الحرير القديم عبر طرحها مشروع : حزام واحد طريق واحد . وقامت بشراء الموانئ وانشاء سكك الحديد
واصلاح الطرق على طول مسار المشروع . وايضا عملت على السيطرة على الاقتصاد الافريقي عن طريق الديون من خلال اقراض دولها
دون حساب او شروط كما تفعل الدول الغربية او مؤسسات دولية كصندوق الدولي او البنك الدولي .
فهدف الصين الاستراتيجي على المدى المتوسط والبعيد : هو استبدال المنظومة الراسمالية الغربية في العالم لكي تصنع بعدها منظومتها
الخاصة بها , متوشحة بطابعها الاسيوي . وبناء نظام عالمي جديد يعمل على مقاسها . ومن اجل الوصول الى هذا الهدف , كان لا بد من
اضعاف وانهاك القوى الكبرى كالولايات المتحدة وأوروبا .
استرتيجية الصين
لقد سمحت الصين للولايات المتحدة وحلفائها بان تمرر القرارات في مجلس الامن الدولي , وعمل غطاء لهم للتدخل العسكري في افغانستان
ثم العراق , ووافقت الصين على قرارات الحرب والتدخل الامريكي وحلفائها بافغانستان ولم تعارض ايضا قرارات الحرب والتدخل الامريكي
وحلفائها بالعراق في مجلس الامن , والهدف من ذلك كله , كان عملية توريط واستنزاف قواهم وقدراتهم المالية والبشرية .
بنفس الوقت ان الصين بطريقها للوصول نحو سيادة العالم تلعب لعبة التدرج وتعمل على استراتيجية الاحلال البطيء والسيطرة ,وبدون اثارة
الانتباه , للوصول الى الى مرحلة الزام الدول الغربية وعلى رأسهم الولايات المتحدة للاعتراف بتفوقها عليهم واستحقاقها هذا الدور . فيضطروا
حينها الى طريقة الاستلام والتسليم وبهدوء وعمل اتفاق جنتلمان بينهما , كما فعلت الولايات المتحدة مع بريطانيا وفرنسا - بعيد الحرب العالمية
الثانية - باخذ زمام الامور والسيطرة منهم على معظم مستعمراتهم - ودفعتهم دفعا نحو الاعتراف بزعامتها للعالم .