اللقاح الروسي وأمل يلوح في الأفق

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن إنتاج أول لقاح ضد فيروس كورونا، وقد ثبت نجاحه وتجاوزه جميع الاختبارات التي أجريت عليه كما أشار الرئيس بوتين، والعالم إذ يحبوه الأمل أن يكون هذا اللقاح جسراً للخلاص من فيروس كورونا، يضع إنتاج هذا اللقاح العالم أمام فرصة ثمينة للخلاص من الوباء، وإذ نرجو أن يكون طوق نجاة من خطر إنتشار كورونا في العالم، تستمر باقي دول العالم في تجاربها لإنتاج لقاحات جديدة ، لتعطي الأمل مجدداً لشفاء الآلاف المصابين من هذا المرض الخطير.

ربما تستطيع حكومات الدول أن تخطو خطواتها بكل ثقة بفضل ظهور هذا اللقاح، كي تستعيد عافيتها جراء تدهور الوضع الاقتصادي الذي شهدته بسبب الإجراءات التي اتخذتها للحد من انتشار الفيروس، وبظهور أول بارقة أمل متمثلة باللقاح الروسي والذي تفاجأ به العالم وبالسرعة التي انتج فيها، تتسابق الدول لشراءه ومد مؤسساتها الصحية بحاجتها منه، لعلاج المصابين وتوفير الوقاية اللازمة للآخرين، وكي يتم أيضاً وقف نزيف الإمكانات التي جندت خوفاً من تمدد الفيروس.

سبقت روسيا كل دول العالم بإعلانها إنتاج أول مصل ضد فيروس كورونا، بالرغم أن الشركات الألمانية والفرنسية والإنجليزية والأمريكية كذلك تسابق الزمن لإنتاج لقاح، حتى تتمكن من توفيره للناس خريف هذه السنة، وعلى الرغم أيضا من تصريح منظمة الصحة العالمية أن لا علاج لوباء كورونا؟! يطرح سؤالا ملحا عن جدوى إنتاج اللقاحات في العلاج من وباء كورونا، إذا أخذنا بعين الاعتبار ما تم تداوله عن اللقاحات ونجاعتها في القضاء على كورونا.

لا يمكن التوقع بما ستحمله الأيام القادمة، ولكن الأمل بدأ يظهر مجددا في وضع حد لانتشار وباء كورونا، وهذا بالطبع من الأمور الاكثر اهمية والتي تأخذ سلم أولويات الدول، فليس هناك دولة تستطيع أن تكون مواردها وميزانيتها رهن مرض يمتاز بسرعة الانتشار وشراسته، وعلى ذلك نتصور أن ترتفع وتيرة إنتاج اللقاحات في الأيام القادمة، وهذا بحد ذاته من الضرورات الملحة التي تنتظرها المجتمعات البشرية، لحماية أفرادها من وباء يحتاج إلى الحيطة والحذر، وفي المقابل نزيف من الأموال والإمكانات والتي لا تستطيع تغطيته الدول شحيحة الموارد.