jo24_banner
jo24_banner

الدور الأمريكي المزدوج من حرب غزة

خولة كامل الكردي
جو 24 :
 
الدور الأمريكي كان ومازال محور نقاش وتساءل لدى العديد من المحللين الاستراتيجيين والمفكرين والسياسيين، فمن ناحية تعمل الإدارة الأمريكية جاهدة لإرساء قواعدها وهيمنتها على العالم، ومن ناحية أخرى تروج بأنها حامية للقيم والمبادئ الإنسانية في الكرة الأرضية، فهل الولايات المتحدة تخلت عن دورها الداعم لحرية وحقوق الإنسان؟! هذا إذا افترضنا جدلاً المصداقية لتلك الشعارات التي تتبجح بها قدام المجتمع الدولي، أم أنها تلبس قناع الخير ومحاربة الشر من منظورها، سعياً وراء تنفيذ مخططاتها للسيطرة على منابع الثورات والطاقة؟! وتدخلاتها على مدى عقود طويلة والتي بدأت في نهاية القرن التاسع عشر، في شؤون الدول وإشعال الصراعات وإذكاء نار الحروب الأهلية، تمهيداً لتسللها وتثبيت أركانها حول منابع النفط والغاز، وحربها على الإرهاب وسيلتها لتنفيذ أجندتها في المنطقة العربية وآسيا وأمريكا اللاتينية.
تواصل الولايات المتحدة بث الفرقة والفتن بين شرائح المجتمع في الدولة التي تتحجج بمكافحة الإرهاب فيها، وما صراعها في أفغانستان والعراق والصومال وقبل ذلك حربها الضروس في فيتنام تكبدت فيها خسائر كبيرة وانسحبت تحت مقاومة الفيتناميين الشرسة، والآن دورها المخزي والفاضح في غزة، فلا يخفى على أحد دعمها اللامتناهي لدولة الكيان الإسرائيلي و تقديم شتى أنواع الأسلحة المحرمة دولياً وغيرها، من القنابل الذكية والغبية وطائرات الأباتشي وإف ١٦ والمسيرات الحربية، عدا القاعدة التي تتمركز فيها المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية والكندية والنيوزلاندية وغيرها من المخابرات الغربية، لإمداد قوات الجيش الإسرائيلي بالمعلومات الاستخباراتية الآنية، أضف إلى ذلك قوات الدلتا الأمريكية، والدور الذي يلعبه الرصيف العائم ادعى الرئيس بايدن أنه أنشيء بهدف تقديم المساعدات الإنسانية لسكان القطاع، وفي حقيقة الأمر يدعم جيش الاحتلال الإسرائيلي ومساعدته في عملياته ضد المقاومة الفلسطينية الباسلة.
سيبقى الدور الأمريكي دوراً يمثل وصمة عار على جبين من يدعون الحرية والمساواة، وهم وبكل أسف يعملون ضد تلك المبادئ، فمذبحة النصيرات ما كان لها أن تكون بهذا الشكل المروع والشنيع في قصف وتدمير وقتل الأبرياء، لأجل تحرير أربعة أسرى أراقوا دماء النساء والأطفال بما يربو عن مئتين ودمروا ما يقارب تسعة وثمانين مربعاً سكنياً، في محاولة إلى إخضاع المقاومة ومن خلفها الشعب الفلسطيني لقبول الصفقة التي يروج لها بايدن وفي مضمونها صفقة إسرائيلية بحتة، ليحشر المقاومة في الزاوية ويجبرها على أحلاهما مر فتظهر بمظهر الرافض للصفقة والمتطلع إلى مواصلة الحرب، وتعطي نتنياهو ضوءاً أخضراً لمزيد من تدمير غزة وقتل أبنائها ونسائها ورجالها.
خوله كامل الكردي.

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير