عقدة الشرعية تستمر بعد عزل مرسي
طاهر العدوان
جو 24 : الانقلاب ضد الحكم الإخواني لم يضع نهاية للازمة وانما رسم مساراً آخر لها اشد تعقيداً ، فالاخوان والتيارات الاسلامية ستتبادل المواقع مع المعارضة وستضاف مسألة ( الشرعية ) الى القضايا الخلافية العميقة الاخرى بين الطرفين مثل الخلافات على الدستور وقانون الانتخابات وغير ذلك . وبعد خطاب المرشد العام محمد بديع امام عشرات الالاف من انصار الاخوان في القاهرة الذي اكد فيه التمسك بشرعية مرسي كرئيس للبلاد وما تلا الخطاب من مواجهات في المدن المصرية فان المأزق السياسي سيستمر مع انتقاله هذه المرة من مواجهات بين الشارع وبين رئاسة مرسي الى مواجهات في الشارع بين الاخوان وبين حركة تمرد وجبهة الإنقاذ مع توريط الجيش في هذه المواجهات .
السؤال هل سينجح السيسي في تجاوز المعضلات التي ستعترض خارطة الطريق التي اعلنها وعلى رأسها حل عقدة الشرعية ؟
نجاح المرحلة الانتقالية سيعتمد على نوع الخيارات التي ستتخذ فإذا انتهج الجيش والقوى المتحالفة معه نهج الإقصاء والحل الامني ومعاملة الإخوان المسلمين بنفس سياساتهم السابقة ، أي صياغة دستور جديد بمعزل عنهم وإجراء انتخابات رئاسية ونيابية على قوانين غير توافقية ، فان مصر ستعود الى المربع الأول في حلبة مصارعة لا تنتهي أشواطها. خاصة وان محرك المليونيات الشعبية ليس السياسة فقط إنما الأوضاع الاقتصادية والأمنية التي تدهورت بشكل كبير .
لقد حرص السيسي على الإعلان تكرارا ومراراً بان ما جرى ليس انقلاباً عسكريا وانه لا يريد تولي الحكم وهذا موقف ينطبق عليه المثل « مكره أخاك لا بطل « فالسلطة أصبحت تحرق يدين من يحملها ، ولكن السيسي بدأ يومه الأول متخبطاًعندما طلب في بيانه الشهير من الشعب ان لا يتركوا الميادين من اجل حماية الثورة فرد عليه المرشد يوم الجمعة بالطلب من أنصار مرسي بان ينزلوا الى الشوارع حتى عودته وهو ما أشعل المواجهات بين الإخوان ومعارضيهم . وبعد هذه المواجهات طلب الجيش على موقعه الإلكتروني من الناس ان يبقوا في البيوت لكن بعد فوات الأوان .
هذا التخبط في المشهد المصري يضاف اليه انحيازالجيش لطرف دون آخر في الشوارع يدفع بالأوضاع في مصر الى حكم عسكري مباشر يورط القوات المسلحة، خاصة وان كرة الانقسامات تتدحرج على الساحة المصرية في غياب وجود إدارة للدولة تكسب ثقة جميع المصريين ، فرئيس المحكمة الدستورية بدا منذ اليوم الأول ، في كلمته الافتتاحية كرئيس للدولة ، انه غير محايد وهو ما لا يساعد على وضع دستور وقوانين للمرحلة الانتقالية تخرج مصر من الفتنة كما دعا شيخ الأزهر . لقد نجحت المعارضة في ٣٠ يونيو باظهار مرسي على انه المشكلة وان اقالته هو الحل لكن رد الاخوان الحزبي والشعبي اظهر ان الاطاحة بمرسي عقدت الحل.
نجاح الجيش في تهيئة المناخ للمرحلة الانتقالية لن يتحقق اذا استجاب لضغوط السياسيين في جبهة الإنقاذ وغيرها الذين لا يمانعون في استخدام القوات المسلحة لتحقيق ما يفشلون فيه عبر صناديق الاقتراع ، كما يعتمد ذلك على ادراك الجيش بان حل الازمة من خلال خارطة الطريق التي اعلنها السيسي لا يتحقق بانقلاب عسكري ، انما بالتوافق الوطني واصلاح الأخطاء التي ارتكبها مرسي وجماعة الإخوان عندما ظنوا انهم قادرون على النجاح في تشكيل نظام جديد ( بعد ثورة شعبية عارمة شارك فيها الجميع ) باستئثارهم وحدهم بالحكم مع عزل وإقصاء الفئات الأخرى .
(الرأي)
السؤال هل سينجح السيسي في تجاوز المعضلات التي ستعترض خارطة الطريق التي اعلنها وعلى رأسها حل عقدة الشرعية ؟
نجاح المرحلة الانتقالية سيعتمد على نوع الخيارات التي ستتخذ فإذا انتهج الجيش والقوى المتحالفة معه نهج الإقصاء والحل الامني ومعاملة الإخوان المسلمين بنفس سياساتهم السابقة ، أي صياغة دستور جديد بمعزل عنهم وإجراء انتخابات رئاسية ونيابية على قوانين غير توافقية ، فان مصر ستعود الى المربع الأول في حلبة مصارعة لا تنتهي أشواطها. خاصة وان محرك المليونيات الشعبية ليس السياسة فقط إنما الأوضاع الاقتصادية والأمنية التي تدهورت بشكل كبير .
لقد حرص السيسي على الإعلان تكرارا ومراراً بان ما جرى ليس انقلاباً عسكريا وانه لا يريد تولي الحكم وهذا موقف ينطبق عليه المثل « مكره أخاك لا بطل « فالسلطة أصبحت تحرق يدين من يحملها ، ولكن السيسي بدأ يومه الأول متخبطاًعندما طلب في بيانه الشهير من الشعب ان لا يتركوا الميادين من اجل حماية الثورة فرد عليه المرشد يوم الجمعة بالطلب من أنصار مرسي بان ينزلوا الى الشوارع حتى عودته وهو ما أشعل المواجهات بين الإخوان ومعارضيهم . وبعد هذه المواجهات طلب الجيش على موقعه الإلكتروني من الناس ان يبقوا في البيوت لكن بعد فوات الأوان .
هذا التخبط في المشهد المصري يضاف اليه انحيازالجيش لطرف دون آخر في الشوارع يدفع بالأوضاع في مصر الى حكم عسكري مباشر يورط القوات المسلحة، خاصة وان كرة الانقسامات تتدحرج على الساحة المصرية في غياب وجود إدارة للدولة تكسب ثقة جميع المصريين ، فرئيس المحكمة الدستورية بدا منذ اليوم الأول ، في كلمته الافتتاحية كرئيس للدولة ، انه غير محايد وهو ما لا يساعد على وضع دستور وقوانين للمرحلة الانتقالية تخرج مصر من الفتنة كما دعا شيخ الأزهر . لقد نجحت المعارضة في ٣٠ يونيو باظهار مرسي على انه المشكلة وان اقالته هو الحل لكن رد الاخوان الحزبي والشعبي اظهر ان الاطاحة بمرسي عقدت الحل.
نجاح الجيش في تهيئة المناخ للمرحلة الانتقالية لن يتحقق اذا استجاب لضغوط السياسيين في جبهة الإنقاذ وغيرها الذين لا يمانعون في استخدام القوات المسلحة لتحقيق ما يفشلون فيه عبر صناديق الاقتراع ، كما يعتمد ذلك على ادراك الجيش بان حل الازمة من خلال خارطة الطريق التي اعلنها السيسي لا يتحقق بانقلاب عسكري ، انما بالتوافق الوطني واصلاح الأخطاء التي ارتكبها مرسي وجماعة الإخوان عندما ظنوا انهم قادرون على النجاح في تشكيل نظام جديد ( بعد ثورة شعبية عارمة شارك فيها الجميع ) باستئثارهم وحدهم بالحكم مع عزل وإقصاء الفئات الأخرى .
(الرأي)