jo24_banner
jo24_banner

الإعلاميات العربيات يتعرضن لانتهاكات مضاعفة تعيق عملهن وتحد من حريتهن

الإعلاميات العربيات يتعرضن لانتهاكات مضاعفة تعيق عملهن وتحد من حريتهن
جو 24 :

سلام الخطيب وضرار الشبول:

تحتل المرأة الإعلامية حيزا واسعا في تقارير دورية تصدرها جهات متخصصة في رصد الانتهاكات التي يتعرض لها الإعلاميون والصحفيون، إذ أن الإعلاميات يتعرضن لانتهاكات مضاعفة مقارنة بزملائهن من الرجال.
وفضلا عن الانتهاكات المتعلقة بطبيعة المهنة وارتباطها بالحرية، تتعرض الزميلات الإعلاميات العربيات لانتهاكات أخرى تتعلق بالجندر ونظرة المجتمعات العربية للمرأة على وجه الخصوص.
وسجل تقرير أصدرته شبكة المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي "سند" حول حالة الحريات الإعلامية في العالم العربي 2012، نحو 1690 حالة انتهاك رصدتها شبكة "سند" في مختلف الدول العربية شكلت بمجملها 30 شكلاً ونوعاً من أشكال الانتهاكات.
وكان للمرأة نصيبها من تلك الانتهاكات التي رصدها التقرير، الأول من نوعه الذي تصدره الشبكة وأعلنت عنه خلال فعاليات المؤتمر الثاني للمدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي، الذي نظمه مركز حماية وحرية الصحفيين في عمان في النصف الثاني من أيار (مايو) الماضي.
وفي ذلك، قال محمد غنيم، وهو مساعد الباحث الرئيسي للتقرير الذي حمل عنوان "حرية تحت الهراوات"، إن مرتكبي الانتهاكات لا يفرقون بين رجل وامرأة، وخصوصا في ظل الربيع العربي، وما تشهده دول عربية من مسيرات وتظاهرات واحتجاجات، تساهم الزميلات الإعلاميات في تغطيتها.
وبينما ذكر غنيم أن الإعلاميات يتعرضن في دول عربية لانتهاكات تتعلق بالجندر أبرزها التحرش، قالت صحفيات عربيات في مقابلات خاصة أجريت معهن على هامش الملتقى إن الصحفيات يتعرضن لذات الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون، مضاف إليها انتهاكات أخرى تتعلق بالجنس لمجرد كونهن نساء.
إلى ذلك، رأت وكيل نقابة الصحفيين المصريين عبير سعدي ان الانظمة عموما تتعامل مع الاعلام بـ"أسلوب قهري، فالرجل له انواع من القهر وبالتالي المرأة الاعلامية في العالم العربي تزيد حصتها أضعافا من القهر، فالملاحقات التي تتعرض لها نفسها التي يتعرض لها الرجل، إضافة إلى الانتهاكات اللفظية والتحرش والمنع من العمل".
ورغم تلك الصعوبات، أكدت سعدي أن "أكثر مراسلي الحروب من النساء، وهن أثبتن احقيتهن بهذا العمل، مع أن هناك تحديات مشتركه مع الرجال، ويزيد عليها تحديات النوع الاجتماعي".
ولفتت إلى أن المجتمع العربي بشكل عام يعرض المرأة للعديد من الانتقادات على صعيد عملها كإعلامية، وينظر لها فقط كإمرأة من المفترض أن تقوم بالدور الاجتماعي الذي يتمحور حول تربية أولادها والاعتناء ببيتها فقط.
وردا على من يقول ان مهنة الاعلام لا تناسب المرأة، دعت مراسلة الأخبار في قناة رؤيا الفضائية رائدة حمرة الى التمسك بأسس ومعايير المهنية والدقة والموضوعية والتقصي عن الحقيقة قدر المستطاع، خصوصا في ظل الضغوط التي تتعرض لها المؤسسات الاعلامية، عموما والزميلات الإعلاميات على وجه التحديد.
ويتفق عمل المرأة في الإعلام مع ميثاق الشرف الصحفي الأردني، الذي نصت المادة 13 منه على أن " للمرأة حق على الصحافة في عدم التمييز أو التحيز أو الاستغلال بسبب الجنس أو المستوى الاجتماعي ".
وفي السياق، قالت الصحفية في جريدة الأهرام المصرية اسلام عزام إن "المرأة لا تعطى الحرية الكاملة مقارنة مع الرجل، فالمجتمعات العربية بشكل عام تستند إلى أنظمة استبدادية تقهر المجتمع ككل وبالتالي تحد من الحرية الموجهة للمرأة مقارنة مع الرجل رغم أن الرجل نفسه لا يحظى بالحرية المطلقة".
حقوقيا، منحت جميع المواثيق والتشريعات الدولية المرأة حرية ممارسة العمل الاعلامي، بحسب المحامي المختص في حقوق الإنسان حسين العمري الذي اعتبر أن المجتمع هو من يحرم المرأة حقها في العمل في شتى المجالات ومنها الاعلام، بحجة أن دور المرأة فقط ان ترعى مصالح بيتها واسرتها.
ومن جانبها، قالت الصحفية في جريدة لوطون التونسية سناء فريحات إنه ورغم تعرض المرأة الاعلامية للعديد من الانتهاكات الجسدية واللفظية والعنف أثناء دافعها عن حرية الرأي والتعبير وحقوق الانسان، وخصوصا خلال المظاهرات، إلا أنها ما تزال صامدة وتؤدي عملها كما هو مطلوب.
وبشكل عام تتعرض الصحفيات العربيات لما يتعرض له الصحفيون من انتهاكات مثل الاعتداءات الجسدية، والتهديد وحجب المعلومات والمنع من التغطية، ومشاكل الفصل التعسفي من العمل وغيرها، على أن الصحفيات يتعرضن لانتهاكات أخرى بسبب النوع الاجتماعي، بحسب غنيم.
وأوضح غنيم أنه في حالات كثيرة تتعرض الإعلاميات دول عربية للتحرش الجنسي من اعوان الأمن أو من معادين لنوع التغطية. وهناك حالات موثقة لمثل هذه الحوادث في تونس ومصر.
وأضاف أن عمل المرأة في الإعلام في دولة مثل السودان، يعد أصعب بكثير من الرجل، إذ أنهن يتعرضن للعديد من الضغوطات نتيجة الأعراف والتقاليد والقوانين السائدة والضاغطة عليهن.
وأشار إلى أن الصحفيات العراقيات هنَّ أكثر الصحفيات معاناة حيث يتعرضن للتهديد بالقتل والاعتقال والتعذيب والمعاملة المهينة واللاانسانية، والضرب يكون من جهات مختلفة كالأحزاب والقوى السياية والقوى الأمنية من الشرطة والجيش، ومن جماعات محسوبة على احزاب سياسية تقوم بالاعتداء على الصحفيين والصحفيات واختطافهم و"لا يميزون بين الصحفي والصحفية فالكل سواء في هذا الموضوع".

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير