الغرائب والمفارقات في فرحة نظام الأسد !
طاهر العدوان
جو 24 : اغرب ردود الفعل على عزل محمد مرسي في مصر تلك التي صدرت عن بشار الأسد وإعلامه الذين أقاموا الأفراح والليالي الملاح بسقوط حكم الإخوان المسلمين بينما لم تفارق صور ميدان التحرير بملايينه شاشة التلفزيون السوري وهي تصرخ ( ارحل ارحل يا مرسي ). أقول هذا غريب لانه في نفس الوقت كان مجلس الامن ينعقد لبحث الوضع غير الإنساني الذي يتعرض له الآلاف من المدنيين في حمص المحاصرة منذ عامين وهم يتلقون كل يوم قذائف الأسد من كل صنف ولون.
لا تفسير لهذه الفرحة الا ان نظام الأسد يعتقد انه اذا سقط حكم الإخوان في مصر فانه يمتلك الشرعية في مواصلة حملات القتل وإبادة الحجر والشجر في حمص وحلب ودرعا والرستن ودير الزور. متجاهلا جملة وقائع في المشهد المصري تجعله على النقيض تماماً من ما يجري في سوريا. منها ان الجيش المصري لم يلوث يديه بدماء المصريين عندما خرجوا مطالبين برحيل مبارك وهو لن يلوثها بعد رحيل مرسي. فيما غرق النظام وجيشه بشلالات دماء السوريين لمجرد انهم تجرأوا على المطالبة برحيل حكم آل الأسد المستمر بشرعية الانقلابات العسكرية منذ نصف قرن وبالتوريث.
وعلى ماذا يقارن الأسد نفسه ! محمد مرسي جاء بانتخابات حرة نزيهة لم تتعد ال ٥١ بالمئة واجبر على الرحيل في ٣ أيام من المظاهرات الشعبية السلمية، بينما حاكم سوريا الى الأبد جاء بعملية جراحية للدستور استغرقت خمس دقائق ليزعم بانه منتخب ضارباً عرض الحائط المطالب الشعبية له بالتنحي التي استمرت سلمية لمدة ٧ اشهر، صبر فيها السوريون على عمليات دهم البيوت واعتقال عشرات الاف من الرجال والنساء، وإجبر أكثر من مئة ألف سوري على اللجوء الى الجبال هربا من الاعتقال واقبية التعذيب سيئة الصيت فيما كانت البيوت تنهب والنساء تغتصب، هذا عدا حرق الاحياء وقطع الحناجر عقاباً على ثورة شعارها ( سلمية سلمية) واشتهرت جماهيرها بالأهازيج والغناء وهي تطالب بالحرية والكرامة.
على ماذا المقارنة !! الجيش المصري لن يتحول الى الفرقة الرابعة وسلاح الجو السوري الذي لم يخض معركة واحدة مع اسرائيل منذ ٤٠ عاما وها هو يعربد فوق حمص وحلب ودمشق، الإخوان المسلمون في مصر كانوا جماعة محظورة لمدة ٦٠ عاما لكن الدولة المصرية لم تعلن عليهم حرب ابادة لانها دولة مؤسسات وقانون وليس دولة طوائف وشبيحة. مصر لن تضع في دستورها مادة تحكم بالإعدام على كل من ينتسب للإخوان المسلمين كما كان عليه الحال في دستور حافظ الأسد.
في مصر ستظل المعارضة الإسلامية حرة في التظاهر واحتلال الميادين كما اعلن ذلك الفريق السيسي، ودون ان يوصفوا بالإرهابيين فهذا وصف خاص بآل الأسد الذين لا يعرفون من الديموقراطية الا التشاور حول كيفية الإجهاز على الشعب السوري بعد ان قتلوا ( ١٠٠ ألف ) إرهابي وشردوا مليون ونصف ( إرهابي ) الى دول الجوار وأفرغوا أحياء مدن سوريا ( الإرهابية ) من اهلها الارهابيين !! ولم يعد من مكان آمن في سوريا الا قصور الأسد وبيوت قادته الامنيين.
وأخيراً يتجاهل النظام وسط أفراحه المريضة بان اهم الحقائق التي يسجلها شعب مصر هي ان إرادة الشعب هي الأول والآخر وان لا بقاء لحاكم يتجاهل هذه الإرادة حتى بالكلام، فكيف ان تجاهلها بالنار والحديد وحرب الإبادة كما يفعل ال الأسد!
(الراي)
لا تفسير لهذه الفرحة الا ان نظام الأسد يعتقد انه اذا سقط حكم الإخوان في مصر فانه يمتلك الشرعية في مواصلة حملات القتل وإبادة الحجر والشجر في حمص وحلب ودرعا والرستن ودير الزور. متجاهلا جملة وقائع في المشهد المصري تجعله على النقيض تماماً من ما يجري في سوريا. منها ان الجيش المصري لم يلوث يديه بدماء المصريين عندما خرجوا مطالبين برحيل مبارك وهو لن يلوثها بعد رحيل مرسي. فيما غرق النظام وجيشه بشلالات دماء السوريين لمجرد انهم تجرأوا على المطالبة برحيل حكم آل الأسد المستمر بشرعية الانقلابات العسكرية منذ نصف قرن وبالتوريث.
وعلى ماذا يقارن الأسد نفسه ! محمد مرسي جاء بانتخابات حرة نزيهة لم تتعد ال ٥١ بالمئة واجبر على الرحيل في ٣ أيام من المظاهرات الشعبية السلمية، بينما حاكم سوريا الى الأبد جاء بعملية جراحية للدستور استغرقت خمس دقائق ليزعم بانه منتخب ضارباً عرض الحائط المطالب الشعبية له بالتنحي التي استمرت سلمية لمدة ٧ اشهر، صبر فيها السوريون على عمليات دهم البيوت واعتقال عشرات الاف من الرجال والنساء، وإجبر أكثر من مئة ألف سوري على اللجوء الى الجبال هربا من الاعتقال واقبية التعذيب سيئة الصيت فيما كانت البيوت تنهب والنساء تغتصب، هذا عدا حرق الاحياء وقطع الحناجر عقاباً على ثورة شعارها ( سلمية سلمية) واشتهرت جماهيرها بالأهازيج والغناء وهي تطالب بالحرية والكرامة.
على ماذا المقارنة !! الجيش المصري لن يتحول الى الفرقة الرابعة وسلاح الجو السوري الذي لم يخض معركة واحدة مع اسرائيل منذ ٤٠ عاما وها هو يعربد فوق حمص وحلب ودمشق، الإخوان المسلمون في مصر كانوا جماعة محظورة لمدة ٦٠ عاما لكن الدولة المصرية لم تعلن عليهم حرب ابادة لانها دولة مؤسسات وقانون وليس دولة طوائف وشبيحة. مصر لن تضع في دستورها مادة تحكم بالإعدام على كل من ينتسب للإخوان المسلمين كما كان عليه الحال في دستور حافظ الأسد.
في مصر ستظل المعارضة الإسلامية حرة في التظاهر واحتلال الميادين كما اعلن ذلك الفريق السيسي، ودون ان يوصفوا بالإرهابيين فهذا وصف خاص بآل الأسد الذين لا يعرفون من الديموقراطية الا التشاور حول كيفية الإجهاز على الشعب السوري بعد ان قتلوا ( ١٠٠ ألف ) إرهابي وشردوا مليون ونصف ( إرهابي ) الى دول الجوار وأفرغوا أحياء مدن سوريا ( الإرهابية ) من اهلها الارهابيين !! ولم يعد من مكان آمن في سوريا الا قصور الأسد وبيوت قادته الامنيين.
وأخيراً يتجاهل النظام وسط أفراحه المريضة بان اهم الحقائق التي يسجلها شعب مصر هي ان إرادة الشعب هي الأول والآخر وان لا بقاء لحاكم يتجاهل هذه الإرادة حتى بالكلام، فكيف ان تجاهلها بالنار والحديد وحرب الإبادة كما يفعل ال الأسد!
(الراي)