الاردنيون متشائمون
اظهر استطلاع للرأي اجراه مركز الدرسات الاستراتيجية بالجامعة الاردنية ان ٥٥٪ من العينة الوطنية و٥١٪ من عينة قادة الرأي يرون ان الاردن يسير بالاتجاه الخاطيء، وقد قلت نسبة الذين يعتقدون ان الاردن يسير بالاتجاه الصحيح بنقطتين عن الاستطلاع السابق الذي اجراه المركز بشهر نيسان الماضي.
هذه الارقام والمسوحات الجديدة تدعم قراءة تبنتها jo24 منذ عام تقريبا وتفيد بأن المعنوية العامة متدنية وان ثمة احباط عن المجتمع الاردني ناتجة عن انعدام الثقة بمؤسسات الدولة وقدرتها على احداث الفرق في حياتهم، والمشكلة التي بحاجة الى انتباه هي أن حالة الاحباط مع وجود أمل يمكن التعامل معها بشيء من الواقعية وضمن مسارات آمنة، لكن عندما يدخل على الاحباط عامل اليأس عندها سنفقد قيمة آخرى يتغنى بها الاردنيون وهي نعمة الامن والآمان.
المطلوب من الحكومة ولا غيرها دراسة نتائج الاستطلاع جيدا وان لا تدس رأسها بالرمال كما تفعل بالعادة وتعتقد ان الامور بخير، وعلى رئيس الحكومة التوقف عن توظيف حملات العلاقات العامة وتكميم الافواه كما هو في قانون المطبوعات من اجل اشاعة اجواء من الثقة والأمل، فخداع الناس لن يفضي الى استقرار وان ساعد الرئيس على المدى القصير جدا في تخفيف حدة الاحتقان. صحيح ان المواطن الاردني ينظر حوله ويحمد الله ان الأمن موجود لكنه قد يفقد الاحساس باهمية هذه القيمة ان اصبح غير قادر على توفير الخبز لابنائه الذين ينتظرون اباؤهم كل يوم ليحضر لهم كيلو من الخبز.