لبنان ولملمة الجراح
خولة كامل الكردي
جو 24 :
تتكاثف الجهود المحلية والدولية لأجل مساعدة لبنان على تجاوز محنته التي المت به فقد مر شهر كامل على الإنفجار الذي حصل في المرفا، ومنذ ذلك الوقت سعت دولا كثيرة لمد يد العون للبنان وانتشاله من أزمته الكبيرة والغير مسبوقة، فما زالت جهود الإنقاذ على قدم وساق تحاول العثور على المفقودين الذين فقدوا نتيجة انهيار المباني التي كانت على مقربة من مركز الانفجار.
ولم تتوانى الأردن عن مد يد العون للبنان الشقيق وشعبه لتخفيف مصابها الجلل، فقدمت مستشفيات ميدانية وفرق إسعاف وطبية كاملة على وجه السرعة، ساهمت بشكل أو بآخر في التخفيف من معاناة اللبنانيين واوجاعهم، فساعدت في مداواة الجرحى وتقديم كل ما من شأنه إسناد الطواقم الطبية اللبنانية في إستقبال المتضررين من جراء أزمة انفجار المرفا، وما صاحبه من خسائر في الأرواح والممتلكات، عدا ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا، فالاردن مشهود له بخبرته القوية في المجال الطبي والاسعافي والاغاثي.
الأردن على الدوام يلبي نداء الأشقاء في كل مكان، وهكذا عندما تعرضت لبنان لكارثة الإنفجار، سارعت الأردن لإغاثة لبنان وشعب لبنان المكلوم.
لقد أصبحت الجهود الأردنية مصدر فخر لجميع الأردنيين، يشهد لها بالكفاءة العالية والمهنية في الأداء. فدور الأردن الإنساني لن يقف عند حد ولن يعيقه عائق مهما كانت الظروف، والأردن بمواقفه الإنسانية انما ينظر بعين الواجب الأخوي تجاه لبنان وغيرها من شعوب العالم، ولبنان بالاخص عانى الكثير من حرب أهلية ومن أزمات معيشية غاية في التعقيد، ولأن الأردن يدرك المعاناة اللبنانية جيدا ويدرك معنى أن يحتاج الشقيق لشقيقه، لم يتوانى عن الوقوف في مقدمة الصفوف يرعى المتضررين والمصابين.
لنا ان نفخر بجهود دولتنا الأردنية المقدرة، فهذه جهود تنم عن القيم والمبادئ النبيلة التي تربى عليها الشعب الاردني العظيم، الذي على مدى التاريخ لم يقصر في تقديم المساعدة والاعانة لأي إنسان يحتاجها، فاللاجئين الذين تحضنهم الأردن لدليل واضح وجلي على كرم اخلاق هذا الشعب العربي الأصيل وطيب معدنه، ليس منة او تفضل إنما يأتي من عمق المسؤولية الدينية والإنسانية والاخوية. تبقى الأردن هي العنوان الذي نعتز به دوماً، فهي أرض الخير التي يلجأ إليها كل ملهوف ومحتاج، فيجد فيها واحة الأمن والكرامة والحرية والعدالة الإنسانية، لا يستطيع المرء أن يعبر عن امتنانه وفخره، بأنه أردني يعيش على هذه الأرض الطيبة التي أعطت الكثير وما زالت، وحفرت في قلوب أهلها ومن يعيش على أرضها الطاهرة محبة لن تمحى أبدا.