شيطنة الاسلاميين!
يبدو ان رسالة الدولة الاردنية للاخوان المسلمين- والتي ينقلها الاعلام الرسمي المحسوب على الحكومة والاجهزة- واضحة تماما وهي ان على حركة الاخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الاسلامي ان لا يعبرا عن رأيهما فيما يجري بمصر على اعتبار انه لا يحق لهما أن يقوما بذلك، هكذا نقرأ في احدى الصحف اليومية الرسمية التي تشن حملة شرسة ضد الاخوان المسلمين وتستغل ما يجري بمصر للنيل منهم بالاردن.
خطأ صانع القرار والمرجعيات العليا بالدولة الاردنية هو انها لم تتعلم من درس مصر بعد، فهناك قراءة رسمية رغائبية تفيد بأن الاسلاميين قد انتهوا وهي لا ترى الملايين التي تخرج في مصر دعما لهم ولا الملايين من العرب ومئات الاف من الاردنيين المتعاطفين معهم بمصر وخارجها، ويبدو ان الدولة قررت الاصطدام مع حركة الاخوان المسلمين ، ورغم استبسال المعنيين (..) وشراستهم الا انهم لن ينجحوا ابدا في اجتثاثهم وانهاء وجودهم فهم مكون اصيل في دولتنا ، لذلك لا يعقل ان تستمر الدولة عبر صحفها الرسمية في شيطنة الاخوان وخلق كراهية بين مكونات المجتمع الاردني الواحد على هذا النحو المؤسف.
الاردن الرسمي يؤيد الانقلاب العسكري بمصر ويهلل له ويعتبره نصرا مبينا لخطه المناويء للاصلاح والمعادي للحريات.
في هذه الاوقات احوج ما نكون فيه لصوت العقل والحكمة وليس لخطاب رسمي متشنج بات يعيش حالة من الزهو في غير مكانها. صحيح ان القانون هو الفيصل ولكن هذا ينسحب ايضا على الفاسدين وينطبق عليهم ، فلو كانت الحكومات حريصة على تطبيق القانون لبدأت باجتثاث الفساد والفاسدين بحكم القانون وليس بشكل انتقائي وحسب اجندات يعرفها الجاهل قبل الواعي في هذا البلد.
الاخوان اخطؤوا كثيرا في مصر ، ولكنهم ابناء مصر ، وسيظلون كذلك ، وهذا ينسحب على اخوان الاردن فهم اردنيون وسيظلون كذلك ،استهدافهم هنا وهناك لا يجدي نفعا فهذا يزيدهم قوة وشعبية .
