حكايات ماهر أكثر من أن تُعرف!
حلمي الأسمر
جو 24 : في وقت مضى كتبت عن حكايات الصديق ماهر أبو طير التي لا يعرفها أحد كما يقول، فقلت إنها حكايات يعرفها كل أحد، ومضت السنوات، ومضى ماهر مع حكاياته الإنسانية، ليأتي وقت نقول له فيه إن الحكايات تناسلت إلى حد أنها صارت أكثر من أن تُعرف، ما يعني أن الأوضاع العامة تزداد سوءا وبشكل متسارع، علما بأن ثمة طبقة كاملة في المجتمع لم تشعر بأي تغيير سلبي، بل ربما شعرت أن أوضاعها «تحسنت» بشكل لافت، وهذا أمر طبيعي، لأن ما شح في حياة بشر، سيكون قد زاد في حياة آخر!
حكايات ماهر بعد كل هذه السنوات، أصبحت تقليدا رمضانيا لصحيفتنا، صحيح أنها لا تستأصل المرض، لكنها «تسعف» الحالات التي لا تنتظر، وهي مهمة جليلة يكرم الله بها عباده الذين يستحقونها، فإن كانت سببا لفرج مكروب أو مهموم، فتلك منة من الله وفضل، يلهج لسانك بالحمد والثناء على واهبها!
حكايات ماهر، هي حكاياتنا كلنا على نحو أو آخر ، فسواد المجتمع مغطى بغلالة رقيقة من التعفف والستر، وهو في واقعه يستحق زيارة من ماهر، (ولن اقول إن ماهر أحيانا قد يحتاج لزيارة من ماهر!) بل طالما سمعت من زملاء يمازحون ماهر ، ويطلبون منه زيارتهم ، ولئن كان شكل الحوار فكها فيه كثير من الهزل ، إلا أنني على يقين أن بعض عائلات الصحفيين ، تخبئ حكايات لا يعرفها أحد فعلا ، والمخفي أعظم ، لكنك تحسبهم أغنياء من التعفف ، ولا يسألون الناس إلحافا ، ومثلهم كثير من «الموظفين في الأرض» من أصحاب الدخول المحدودة جدا ، الذين يعيشون على الكفاف، ولا ترحمهم ضرائب ولا مكوس تنهش لحمهم، بل إن العمر امتد بنا كي نرى صحيفة كالعرب اليوم وقد قذفت أبناءها في الشارع بلا معيل، وقد أصبحت حكايتهم على كل لسان، ولا أحد يبادر لنجدتهم، وبالإمكان معالجة ملفهم بمنتهى البساطة، لو كان ثمة نية!
ثمة حكايات لا يعرفها لا ماهر ولا غيره ، حكايات تحتاج أجيالا عدة لروايتها وكتابتها ، في الأردن كما في غيره ، حتى في بلاد الكاز والغاز ، حكايات نعرفها ، ونزعم أننا لا نعرفها ، ليأتي ماهر ليواجهنا بها ، إمعانا في إيلامنا ، ووضعنا أمام مسؤوليتنا ، صغرت أم كبرت.
جزء كبير من هذه الكلمات أطلقتها قبل سنوات ، وكذا ماهر في رحلته التي تشبه رحلة سيزيف، أملا بالتخفيف من الجوع والعوز والفقر ، ولكن لم يتغير شيء ، بل إن التغير الذي حدث كان باتجاه أكثر إيلاما ، من حيث تعمق الفقر وتنوع حكاياته هذا العام خلافا للأعوام الماضية ، كما قال لي ماهر.
تصوروا عمر هذا الكلام الأخير سنة كاملة، واليوم بوسعي أن اقول بمنتهى الثقة، الله يرحم العام الماضي، فما شهدناه هذا العام ينذر بسوء كبير وشر مستطير، ثمة جوع حقيقي، وفاقة، وتعب في تأمين رغيف الخبز ناهيك عن «الغماس»!!
أخي ماهر..
أتمنى أن يتحلى المسؤولون بذرة مما تتحلى به من شعور بالآخرين، ولو تحقق ذلك، لحُلت مشاكلنا، أو على الأقل لم تزداد سوءا كما هو حاصل الآن، وعلى كل الصعد!
(الدستور)
حكايات ماهر بعد كل هذه السنوات، أصبحت تقليدا رمضانيا لصحيفتنا، صحيح أنها لا تستأصل المرض، لكنها «تسعف» الحالات التي لا تنتظر، وهي مهمة جليلة يكرم الله بها عباده الذين يستحقونها، فإن كانت سببا لفرج مكروب أو مهموم، فتلك منة من الله وفضل، يلهج لسانك بالحمد والثناء على واهبها!
حكايات ماهر، هي حكاياتنا كلنا على نحو أو آخر ، فسواد المجتمع مغطى بغلالة رقيقة من التعفف والستر، وهو في واقعه يستحق زيارة من ماهر، (ولن اقول إن ماهر أحيانا قد يحتاج لزيارة من ماهر!) بل طالما سمعت من زملاء يمازحون ماهر ، ويطلبون منه زيارتهم ، ولئن كان شكل الحوار فكها فيه كثير من الهزل ، إلا أنني على يقين أن بعض عائلات الصحفيين ، تخبئ حكايات لا يعرفها أحد فعلا ، والمخفي أعظم ، لكنك تحسبهم أغنياء من التعفف ، ولا يسألون الناس إلحافا ، ومثلهم كثير من «الموظفين في الأرض» من أصحاب الدخول المحدودة جدا ، الذين يعيشون على الكفاف، ولا ترحمهم ضرائب ولا مكوس تنهش لحمهم، بل إن العمر امتد بنا كي نرى صحيفة كالعرب اليوم وقد قذفت أبناءها في الشارع بلا معيل، وقد أصبحت حكايتهم على كل لسان، ولا أحد يبادر لنجدتهم، وبالإمكان معالجة ملفهم بمنتهى البساطة، لو كان ثمة نية!
ثمة حكايات لا يعرفها لا ماهر ولا غيره ، حكايات تحتاج أجيالا عدة لروايتها وكتابتها ، في الأردن كما في غيره ، حتى في بلاد الكاز والغاز ، حكايات نعرفها ، ونزعم أننا لا نعرفها ، ليأتي ماهر ليواجهنا بها ، إمعانا في إيلامنا ، ووضعنا أمام مسؤوليتنا ، صغرت أم كبرت.
جزء كبير من هذه الكلمات أطلقتها قبل سنوات ، وكذا ماهر في رحلته التي تشبه رحلة سيزيف، أملا بالتخفيف من الجوع والعوز والفقر ، ولكن لم يتغير شيء ، بل إن التغير الذي حدث كان باتجاه أكثر إيلاما ، من حيث تعمق الفقر وتنوع حكاياته هذا العام خلافا للأعوام الماضية ، كما قال لي ماهر.
تصوروا عمر هذا الكلام الأخير سنة كاملة، واليوم بوسعي أن اقول بمنتهى الثقة، الله يرحم العام الماضي، فما شهدناه هذا العام ينذر بسوء كبير وشر مستطير، ثمة جوع حقيقي، وفاقة، وتعب في تأمين رغيف الخبز ناهيك عن «الغماس»!!
أخي ماهر..
أتمنى أن يتحلى المسؤولون بذرة مما تتحلى به من شعور بالآخرين، ولو تحقق ذلك، لحُلت مشاكلنا، أو على الأقل لم تزداد سوءا كما هو حاصل الآن، وعلى كل الصعد!
(الدستور)