ولائم البذخ
لا نعرف ما هي حاجة الملك لكل مأدبات الإفطار التي يقيمها لمختلف القطاعات العسكرية والعشائرية والسياسية، في الوقت الذي لا يجد فيه كثير من فقراء الوطن قوت يومهم، ورغم ما تكلفه هذه الولائم من أعباء مالية مضافة إلى الأعباء التي ترزح خزينة الدولة تحت وطأتها ؟!
حملات العلاقات العامة التي يديرها الديوان الملكي تظهر الملك وكأنه بحاجة إلى تكريس شرعية حكمه، رغم أن جوهر الأزمة يتمثل بالسياسات التي يعدّ البذخ أحد أركانها المدمّرة للاستقرار الاقتصادي والمعيشي.
ولائم فاخرة تقام لأناس متخمين بالبذخ والرفاه، وآخرون يبحثون عن الطعام لأطفالهم في حاويات القمامة.. هكذا ارتسم المشهد الرمضاني الأردني بسبب رؤية الديوان الملكي التي تقتصر على النخب غير عابئة بالفقراء !!
ترى هل يستهدف الديوان بهذه الحملة للعلاقات العامّة تأجيج كره الناس لكل هذه النخب ؟! فإن كان الأمر كذلك فعلى الديوان أن يدرك أنه سيكون أوّل ما يسقط في دائرة كره الناس، وعليه ان يعلم جيّدا أن الحقد الطبقي هو الحقد الوحيد المشروع، فعندما لا يجد الرجل قوت عياله، وترهقه الضرائب التي تقوم السلطة باستيفائها لإقامة ولائم البذخ، فإن الحقد سيكون أقل ردّة فعل تصدر عنه إن لم يخرج على القوم شاهرا سيفه.