مجزرة حي هملان
تفاجأ الاردنيون باخبار مجزرة مروعة بين عصابات من اصحاب السوابق جرت في العاصمة على مرأى ومسمع من الجميع وبحضور امني لم يكن بامكانه ان يتدخل لمنع المجزرة ولم يمتلك القدرة على وضع حد لها انقاذا للارواح وحرصا على الامن والامان.
لا نريد ان نلقي اللوم على طرف دون آخر، لكننا بتنا نخشى ان المجتمع لم يعد يحتمل الواحد فيه الآخر، فثقافة الحوار غائبة وتم استبدالها بلغة التخوين والاقصاء، ما نقرأه على سبيل المثال من شيطنة لبعض مكونات المجتمع تشنها صحف رسمية محسوبة على الحكومة وتحركها الاجهزة من شأنه أن يخلق حالة بين الاردنيين تتسامح مع مثل هذه المجزرة! مالذي يجري واين هي خطط الحكومة في الحفاظ على الامن والامان؟ فالامن والامان ليس شعارا خادعا يرفع بل يحتاج لشروط موضوعية ساهمت السياسات الرسمية في تغييبها ولذلك فإن فاجعة ما حدث في حي هملان يجب ان لا تكون أمرا مستغربا.
وحتى لا نستمر بدفن رؤوسنا في الرمال لا بد ان نعترف بان الحكومة تفقد قدرتها على الاضطلاع بمسؤولياتها الاساسية، في وقت تركز فيه على شئ واحد فقط وهو اجتراح افضل الطرائق والسبل لرفع كفاءتها في الجباية لظنها ان هذا النهج هو ما يضمن البقاء والاستمرار. عندما يبدأ المواطن الاردني بالشعور بان اهتمام الحكومات به يقتصر على كونه دافع ضرائب، عندها تهون عليه حياة الناس ويصبح القتل مسألة اعتيادية يستطيع ان يتعايش معها في ظل حالة الفقر والعوز التي يعيش.
بكلمة، ما حدث في حي هملان يجب ان يدفع الجميع الى الانتباه بان قيما في مجتمعنا كنا نتغنى بها تغيب شيئا فشيئا وان الجريمة المنظمة بدأت تطل برأسها والحكومات غارقة في غيها وهي تستهدف المواطن غيلة.
