jo24_banner
jo24_banner

حراك الإعلاميّين.. سلطة في مهبّ الريح

حراك الإعلاميّين.. سلطة في مهبّ الريح
جو 24 : تامر خرمه- إصرار السلطة على استعداء كافّة القطاعات والشرائح الاجتماعيّة، عبر سياساتها الاقتصاديّة بشكل خاص، يشكّل الضامن الرئيس لاستمرار الحراك الشعبي، رغم العوامل الذاتيّة التي أدّت إلى انكفاء القوى الحزبيّة والشعبيّة في الآونة الأخيرة.

بصراحة.. السلطة وحدها هي من يستحق لقب "الحراكي الراديكالي"، حيث لم يدّخر المركز الأمني- السياسي أيّ جهد لتقويض ذاته واستنهاض مختلف الشرائح الاجتماعيّة لخوض معركة التغيير، بل وصل الأمر بهذه السلطة أن دفعت كثيرا من العاملين في الإعلام ونقل الأخبار، إلى التخندق في مواجهة مؤسّسة الفساد والاستبداد والانحياز للوطن والمواطن، بعد أن بات الصحافيّ مهدّدا -كغيره من الأردنيين- بلقمة عيشه وأمنه الوظيفي.

تصفية "العرب اليوم" وحجب المواقع الالكترونيّة، أسهما في خلق حالة غضب واسعة بين الصحافيين، الذين لا يمكنهم اتّخاذ موقف الحياد في مواجهة سلطة تهدّد أحلامهم ومستقبل أسرهم.

ومن هنا جاءت الهتافات التي صدحت بها حناجر المشاركين في مسيرة "إنقاذ الإعلام" لتتجاوز كلّ السقوف، وتخاطب الملك بشكل مباشر، فالصحافي بات جزءً من الصراع ضد مؤسّسة الفساد والاستبداد، وليس مجرّد ناقل محايد للخبر، والسلطة وحدها هي من قرّر إقحامه في هذه المعركة.

هناك من الإعلاميّين من انحاز ضدّ ذاته وضدّ وطنه وقرّر تسخير قلمه لخدمة تحالف السلطة ورأس المال، وأمعن في تزوير الوقائع وتشويه الحقائق انطلاقا من مصالح وحسابات ضيّقة، ولكن في المقابل، فإن كثيرا من الصحافيين وجدوا أنفسهم مهدّدين بخبزهم ومستقبلهم، فاختاروا الانحياز إلى المصلحة الوطنيّة العليا، ومواجهة السلطة.

ترى.. هل تدرك هذه السلطة معنى استنهاض حراك إعلاميّ مناهض لها ؟! فقد بدأت ملامح مثل هذا الحراك بتصدّر المشهد، وهذا ما عكسته مسيرة "إنقاذ الإعلام" بشكل واضح.. فهل حقّا تعرف حكومة الظلّ أبعاد هذه المسألة ؟!

إذا كانت السلطة تتوقّع من القارئ الالتفات إلى إعلامها الرسمي وتصديق حملة المباخر، فهي بلا شكّ سلطة تعشق النوم في العسل ودفن الرأس في الرمال، فالإعلام البديل لا يتّسم بقدرته على الوصول لكلّ أطياف المجتمع فحسب، بل من شأن مثل هذا الإعلام، في حال تبلوره وتحديد بوصلته، استنهاض مختلف القطاعات المجتمعيّة في معركة التغيير الوطني الديمقراطي.. وعلى السلطة إدراك هذه المسألة جيّداً قبل مواصلة مغامرتها العبثيّة.
تابعو الأردن 24 على google news