استعادة هيبة الدولة!
كثفت الحكومة في الآونة الاخيرة من تكرار مقولة "استعادة هيبة الدولة"، فالرئيس النسور يقول أن الدولة لم تعد تحتمل ما يجري والناطق الرسمي الضعيف باسم الحكومة الدكتور محمد حسين المومني يقول أن من اولويات الحكومة بعد العيد استعادة هيبة الدولة.
يا سلام (..) افرحوا ايها الاردنيون ، اليوم نستطيع ان نقول اننا بطريقنا لاستعادة هيبة الدولة !
اي هيبة هذه التي سيستعيدها النسور والمومني ؟ وكيف سيستعيدونها ؟وهل هم اهل لذلك بالاساس ؟ هل سيلجأوون الى الامن والمخابرات لضرب المعتصمين بالهروات وزجهم بالسجون والمعتقلات ؟ هل يستعيد النسور بذلك هيبة الدولة ؟ يا تعسنا ، يا شقاءنا ؟
الطريف ان النسور يقول ان الدولة قد تفلس ان سمحت للاعتصامات بالاستمرار! كيف؟ لا يجيب الرئيس طبعا، فكل ما يريده هو ان يوافق الشارع على كل ما يقوم به.. الانتقاد غير مسموح ،تأطير الشارع ضد سياسات الحكومة الخاطئة غير مقبول ، والسبب هو ان استعادة هيبة الدولة على المحك !!
الذي يجب ان يفهمه الرئيس جيدا انه هو من اطاح بهيبة الدولة، السياسات التي تتبعها حكومتك هي التي ضربت هيبة الدولة . لا يمكن لك ان تستعيد هيبة المؤسسات انت وغيرك، وانتم تحولون الدولة برمتها الى مزرعة خاصة او شركة خاصة، تعينون بها اقاربكم ومحاسيبكم ،تديرونها بمنطق لا يعترف بوجود بشر، تتداولون على السلطة انتم وابناؤكم بمعزل عن الاردنيين اصحاب الحق الذين يعانون الامرين من سياساتكم وقراراتكم ونهجكم وقوانينكم العرفية.
ترى.. هل يدرك النسور أن هيبة الدولة التي يتحدث عنها، قوّضتها السياسات الرسمية التي أفضت إلى غياب العدالة الاجتماعية ؟! تلك السياسات والممارسات التي كرّست التمايز الطبقي في المجتمع، وجعلت من المتنفذين قوّة عصيّة على القانون، وباتت معها "الواسطة" والمحسوبيّة هي المعيار الوحيد لتمكين هذا أو ذاك، وحرمان كلّ من لا يستند إلا إلا كفاءته وخبرته من سبل العيش !! وبعد كل هذا يتحدّث الرجل عن هيبة الدولة التي استهدفتها السياسات الرسميّة بإصدار حكم الإعدام على مبدأ العدالة الاجتماعيّة.
اما اذا كان يعني فعلا اللجوء الى الحل الامني ، هنا نقول له اياك واللعب مع الاردنيين، فانت لست ندا لشعب لم يعد يرى بك الا سببا في معاناته وحنقه واستيائه، فمثلك غير مؤهل لاستعادة هيبة الدولة والامر يحتاج لرجال دولة حقيقيين يقدمون مصالح الشعب على حساباتهم الشخصية الضيقة .
لا يمكن لموظفين على شاكلة الرئيس النسور والوزير المومني ان يستعيدا هيبة الدولة ، فهما ينفذان اجندة موضوعة ،يوظفون كل مهارتهم وذكائهم لخدمة المراجع العليا على امل ان يبقوا يوما اضافيا في مواقعهم وظنا منهم انهم بذلك يضمنون العودة حتى ولو بعد حين .