jo24_banner
jo24_banner

حول مقال الرينتاوي وادارة معركة الكرامة

هاني موسى العموش
جو 24 :


اعتقد أنه لا يجوز أن يكتب التاريخ والاحداث بناء على الأهواء وعلى الميل والولاء اتجاه الاشخاص او بناء على المواقف والميول السياسية للكاتب او راوي الحديث او ناقله. من الواجب ان يتأكد اي كاتب او ناقل من مصادر المعلومات ويتم ذلك من خلال اشتراكه في الحدث مع إلمامه بكامل المجريات العملياتية والسياسية أو من خلال العودة الى المصادر الموثقة تاريخيا او من خلال الاستماع والتوثيق من الذين ساهموا واتركوا بالحدث. بناء على ما سبق وبالعودة لما ذكرت فإنني أود أن أشير الى بعض النقاط حول مجريات واحداث معركة الكرامة ومن خلال دراسة موثقة واقول أن الكثير من المعلومات عن معركة الكرامة لم تنشر ولم يعرف التفاصيل الا القليل ممن كتب ووثق او اشترك وشاهد.

أولا: بعد هزيمة حزيران في 67 نشط العمل الفدائي على طول الواجهة الاردنية مع الكيان الغاصب وهذا شكل قلق كبير لهذا الكيان ولذلك كان يتم الرد على اي عملية فدائية بقوة وبنيران مكثفة وكانت تشمل قرى ومواقع عسكرية اردنية اضافة لمكان تواجد العمل الفدائي بسبب دعم الجيش الاردني لهذا النشاط المقاوم او على الاقل بسبب تعرض المواقع العسكرية للجيش للقصف الصهيوني.

ثانيا: كان الغرض من العمليات الواسعة لجيش الاحتلال هو الانتقام وإيصال رسالة بان ما يتعرض له الاردن بسبب احتضان المقاومة لكي تؤلب السكان ضد العمل الفدائي وبالمقابل كان ينشر في الصحف مبالغات عن التدمير وعدد الجرحى والقتلى.

ثالثا: كان هنالك ضيق وتبرم وعدم قبول من الفدائيين بسب تدخلهم وانشاء دولة داخل الدولة.

رابعا: تم الطلب من الملك حسين انهاء تواجد المقاومة على طول الحدود مع الكيان الغاصب وعدم السماح للعمل الفدائي ضد هذا الكيان حيث كان الطلب من رئيس الولايات المتحدة نكسون بعد اجتماع للقيادة المصغرة في الكيان على أثر الهجوم على باص مدرسة.

خامسا: وعد الملك حسين الرئيس الامريكي بانه سيمنع العمل الفدائي لكنه لم يتمكن.

سادسا: قرر قيادة الكيان الصهيوني شن عملية لتدمير المقاومة في معسكر الكرامة وبالتالي ازاحتها وابعادها الى الشرق نحو المرتفعات الشرقية للاردن بهجوم واسع النطاق من اربعة محاور.

سابعا: تم ابلاغ قيادة المقاومة قبل الهجوم من قبل المخابرات المصرية والاستخبارات الاردنية ونصح بترك المواقع في الكرامة وحدث خلاف حول ذلك بين رجال المقاومة وانسحب قبل بداية المعركة عرفات ومعه اكثر من النصف من المقاتلين، وتبقى ما يقارب من ال300 مقاتل واكثر هؤلاء آثروا الموت على ترك مواقعهم ولم يستجيبوا وقاتلوا ببسالة ، واستشهد أقل من النصف والباقي بين جريح واسير.

ثامناً: كانت المعركة معركة الجيش العربي بكل احتراف وقاتل بكل شجاعة ولم يستجيب للحرب النفسية ومنشورات الصهاينة بعدم القتال وتمكن من دحر العدو خارج الحدود.

تاسعا: لقد سطر ما تبقى من الفدائيين في مخيم الكرامة بطولات خارقة بالسلاح الابيض تسجل لهم كملحمة بطولية تجرع فيها الصهاينة خسائر فادحة في الارواح. 

عاشرا: هنالك جملة من الأقاويل والسرديات مبالغ بها وهي تخالف المنطق العسكري مثل ان هدف عملية الكرامة احتلال المرتفعات الشرقية وهذا غير دقيق حيث ان ذلك يستلزم قوات اكبر ثم المهم تأمين ميسرة وميمنة القوات التي ستحتل المرتفعات المواجهة لمحور القتال اي مرتفعات السلط. أيضا قطع الاتصال مع القيادة الأعلى. 

تكبير دور العمل الفدائي على المستوى الاعلامي العربي خاصة لدرجة تصل الى أنهم هم من أدار المعركة وحقق النصر وهذا لم يكن بالمطلق والعكس صحيح حيث ان المعركة عسكرية احترافية للجيش العربي وبامتياز ووقعت خسائر فادحة في جيش الاحتلال لكن من نتائج المعركة لاحقا أنه قادت الى انهاء العمل الفدائي وكانت بداية الفتنة التي حدثت لاحقا عام 70.


 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير