أظافر تستهدف الخبز !!
مؤسف أن نرى بعض وسائل الإعلام التي كنّا نأمل بخروجها من عباءة الإعلام الرسمي -الذي يستهدف وعي الناس بالتزييف والترويج لقرارات السلطة غير الشعبيّة- وقد بدأت بالتماهي مع أكثر المنابر الرسمية انصياعا لرغبات وتوجيهات حكومة الظل.
إحدى وسائل الإعلام بدأت بالترويج لتوجّهات رئيس الوزراء د. عبدالله النسور برفع أسعار الخبز بعد أن أشبع جشع السلطة برفع فاتورة الكهرباء، لينهش المزيد من لحم المواطن، في محاولة بائسة لحلّ الأزمة الاقتصادية على حساب الفقراء، دون الاقتراب من مصالح الحلف الحاكم، ودون المساس برفاه "الحيتان"، أو استعادة قرش واحد من أموال الوطن المنهوبة.
عملية الترويج المكشوفة تتلخص في نشر "تحقيق صحفي" يربط بين دعم الطحين وبين الخسائر التي تتكبّدها الدولة، بسبب عمليات الغش التي يلجأ إليها بعض التجّار، مستغلّين الفروقات بين سعر الطحين المدعوم وسعره في السوق السوداء، حيث يحاول التحقيق إقناع القارئ بضرورة تطبيق اختراع "البطاقة الذكيّة" في توزيع الخبز على المواطنين، بمعنى أدقّ أن تحدّد الحكومة للمواطن كم لقمة خبز يستطيع ان يأكل في اليوم !!
باختصار.. يمكن للحكومة مكافحة الغش والتحايل في سوق الطحين، بل ومحاربة كلّ أشكال الفساد، في حال توافرت الإرادة السياسيّة لذلك، وامتلك جلاوزة الدوّار الرابع الولاية العامّة كما يدّعون، وليس عبر تحميل المواطن وزر الفاسدين، وإرغامه على تعويض الخزينة عمّا ينهبه "الحيتان"، من خبزه.