jo24_banner
jo24_banner

بعد تقويض لقمة العيش.. السلطة تعود إلى المتاجرة بالكرامة الوطنيّة

بعد تقويض لقمة العيش.. السلطة تعود إلى المتاجرة بالكرامة الوطنيّة
جو 24 : كتب تامر خرمه-

تصرّ السلطة الأردنيّة على إهانة الشعب والدولة عبر إرسال قوات الدرك لقمع الثورات العربيّة في دول الخليج، حيث نشرت وسائل إعلام أن كتيبة أخرى من قوات الدرك، غادرت الأردن اليوم الثلاثاء للمشاركة في قمع الاحتجاجات الشعبية في البحرين !!

سياسة الاستجداء، بل وتأجير البندقيّة الأردنيّة للرجعيّة النفطيّة من أجل حفنة دنانير -تذهب لجيوب الفاسدين في نهاية الأمر دون أن تعود على الشعب بأيّة فائدة- يعدّ العامل الرئيس في تعزيز حالة الفشل التي تهيمن على السياسة الخارجيّة الأردنيّة، التي تتعاطى بمنطق غريب يحول دون أن تكون عمّان ندّاً لأي من عواصم الدول المجاورة بأيّ حال من الأحوال.

تأجير “العسكرتاريا” لدول النفط لا يشوّه صورة الأردن ويسيء لكرامة الأردنيّين فحسب، بل إن المقابل المالي لهذه الجريمة لا يكاد يسدّ جزء يسيرا من العجز المتفاقم في الخزينة.. هذا إذا سلّمنا بالمبرّرات البراغماتيّة التي ترى في ضرورة النقد ما يبيح التنازل عن كرامة الدولة، أو "هيبتها" الي تتشدّق بها الحكومة، لتصفية حساباتها مع الموظّفين المطالبين بحقوقهم !!

كثيرة هي الدول التي ترسل قوّاتها العسكرية وراء الحدود لتحقيق مكاسب اقتصاديّة على حساب الشعوب، ولكن لم تقم تلك الأنظمة الجشعة بابتذال نفسها وتأجير قوّاتها للأنظمة الأخرى بهذه الطريقة، التي تقوّض فيها السلطة الجاثمة على صدورنا كلّ مبرّرات وجودها، إلا في تلك المحطّات التاريخيّة الغابرة، التي فرضت فيها بعض العصابات قانونها الخاص على التجمّعات البشريّة، التي سبقت نشوء مفهوم الدولة.

السلطة الأردنيّة التي تحاول الحفاظ على بقائها رغم الربيع الذي يجتاح المنطقة برمّتها، مازالت تراهن على ضمانات واشنطن لدول الأطراف، والمباركة الإقليميّة المغمّسة بالنفط، ولكن على هذه السلطة ان تعي جيّدا سذاجة هذا المنطق، فالاعتداء على الكرامة الوطنيّة بالتزامن مع تقويض لقمة عيش المواطن، من شأنه أن يكون المسمار الأخير في نعش هذه السلطة، التي احتكرت السلطة والثروة وتغوّلت حتّى على أحلام الناس.

منظومة جباية نزقة، هذه هي السلطة الأردنيّة باختصار.. فلم تكتف بنهب جيوب المواطنين فحسب، بل أمعنت في سياسة البيع والاستجداء، لدرجة بات فيها استمرار هذه السلطة على قيد الوجود، يشكّل معجزة يتفاجأ بها المراقب كلّما أشرقت صبيحة يوم جديد، ليبدأ يومه بحالة غريبة من “الاندهاش”.. ولكن هل يمكن للمنطق أن ينقلب على ذاته ويتيح استمرار هذه الدهشة إلى الأبد ؟! تساؤل لا أعتقد أنه خطر على بال جهابذة الحكم !!
تابعو الأردن 24 على google news