jo24_banner
jo24_banner

كفايات الأفراد الرئيسة للتعامل مع المتغيرات الكونية بعد عام 202‪1 والجيل السادس

د. موفق الزيادات
جو 24 :


تسعى المنظومة التربوية في مختلف المجتمعات المتطورة لترسيخ جملة من الكفايات الفردية والمهارات السلوكية لدى افراد المجتمع بمختلف مستويات تعلمهم أكانت مرتبطة بعمليات التعلم الممنهج، أو التعلم البعد وظيفي.

والكفايات المهنية هي كل ما يكتسبه الفرد من المهارات والقدرات الوجدانية والمعرفية من البرامج التعلمية والتي تتطور وتزداد مع ممارسة مهنة معينة وتصبح جزءًا من سلوك الفرد الذى يمكنه من القيام بمهامه الوظيفية بفاعلية وكفاءة عالية.

وتعمل المجتمعات جاهدة على قياس ومعالجة مدى نجاح تلك المناهج في الوصول إلى مستوى مقبول بحدوده العليا من امتلاك الأفراد للكفايات والمهارات التي تمكنهم من التعامل بنجاح ببيئة تتقاطع مع سرعة المتغيرات الكونية وتبدل الأدوار القادم والقائم على إخضاع الانسان للتكنولوجيا في حرب الجيل السادس الالكترونية الوشيكة التطبيق.

إن حال الكفايات واكتساب المهارات يتطور بشكل متسارع وفقا لتلك المتغيرات مما يضع المناهج التعلمية والأفراد والمجتمع برمته على المحك إن أخفق في الوصول إلى تلك الكفايات المستقبلية التي تتلخص فيما يلي:

أولا: الكفايات المهنية مقابل الشهادات العلمية: التركيز على المقارنة بين الكفاية المهنية والمؤهل الأكاديمي وتعزيز الرغبة الذاتية للمتعلمين بالتوجه المهني مقابل الاهتمام بالتخرج الأكاديمي القائم على تحقيق درجات علمية تكدس صفوف العاطلين عن العمل في المجتمعات. فقد وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 26 يونيو 2020 بروتوكول جديد للتوظيف من خلال توجيه مختلف مؤسسات الحكومة الفيدرالية (توظف أكثر من مليوني مواطن أمريكي) بضرورة التركيز على التوظيف المبني على الكفايات المهنية بدلًا من نظيره المبني على أساس المؤهل الأكاديمي. وهذا يعني توجه سوق العمل إلى المهن المحترفة والشغف في أداء تلك المهن الذي يصقله التعلم النظري لاحقا.

ثانيا: الحنكة الرقمية: معالجة الثغرات في المناهج التي تؤثر سلبا في متطلبات الأداء الوظيفي وتعزيز الحلول المتوقعة والفعلية لتأثير التقنيات المتجددة في مجال الحياة والعمل، ورصد الاحتياجات التقنية المستقبلة التي تمكنهم من أداء أعمالهم بشكل أكثر ابداعا.

ولا بد هنا من التدريب المتعمق لكيفية التعامل مع البيانات الضخمة بشكل ثلاثي الأبعاد (الاكتمال، الدقة، الصلة) وكيفية اشتقاق المعلومات والبناء عليها مع ضمان سلوك أخلاقي وحوكمة البيانات وسلامة الأمن الرقمي.

ثالثا: اجراء تقييمات المخاطر: لقد سرعت فيروس كورونا كوفيد-19 من أهمية فهم الاستثناءات عند التعرض لمواقف غير مألوفة، وزاد من أهمية التحليل التوقعي للمخاطر المحتمل وقوعها في بيئة العمل خصوصا وبالمجتمعات بشكل عام، مع التركيز على كيفية تدارك والحد من قوع المخاطر، وكيفية وضع أهداف وخطط بديلة للوقاية منها قبل وقوعها و/ أو معالجتها عند وقوع الخطر.

رابعا: التواصل الفاعل: إدراك أثر التغيرات التي وقعت على وسائل وأساليب وأدوات الاتصال على فن التعامل الفردي والجماعي، وترسيخ روح إيجابية تستند على تعظيم الفريق بالتالي مضاعفة ناتج الأداء المتوقع مع الحفاظ على الموارد.

خامسا: الحصافة الإدارية: لا بد من تطوير الكفايات المرتبطة بصناعة القرارات الإدارية المبنية على الحقائق وتحليل البيانات سيما البيانات الضخمة والمفتوحة ومدى انسجام تلك القرارات مع نماذج العمل المرنة القابلة للتغيير وكيفية التفاعل مع كافة الفئات المعنية من شركاء وموردين ومتعاملين الخ وفقا للمتغيرات المدروسة والمحسوبة وقياس نتائج تلك التغيرات على أصحاب المصالح لتقليل أثرها ومقاومتهم لتلك المتغيرات.

سادسا: الكفاءات السلوكية: لا بد من صيانة مناهج تعلمية تضمن النزاهة والتحلي بالمبادئ الأخلاقية عند استخدام المعلومات والبيانات المختلفة وتداولها، غرس قيمة ممارسة الفضول الفكري لضمان البحث عن المعارف والمستجدات، والاهتمام بالتفكير الناقد وتقبل للمتغيرات المتسارعة بنشاط فكري موازٍ والاهتمام بالمرونة الفكرية النشطة وصولا للتعلم الذاتي المستمر من جهة، ولضمان تبني أساليب وطرق جديدة في الأداء الوظيفي.

أخيرا

تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي بعنوان "وظائف الغد”، ركز على الاقتصادات التي ستكون ذات أهمية بارزة وأكثر طلبًا هي تسويق المحتوى، الهندسة والحوسبة السحابية، الاقتصاد الأخضر، اقتصاد الرعاية، الثقافة والمجتمع، البيانات والذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، تطوير المنتجات، المبيعات، فهل تواكب كفايات أفراد المجتمع ومحتويات المناهج تلك الاقتصاديات المستهدفة والوظائف المرتبطة بها؟

الأشخاص ذوو الكفايات المتجددة سيكون الطلب على توظيفهم أساسا لتعيينهم، في حين أن الأشخاص ذوو الكفايات التقليدية سيفقدون حتما وظائفهم.


تابعو الأردن 24 على google news