مواجهة ممولة بين السلفيين في الأردن
ماهر أبو طير
جو 24 : في الأردن تياران للسلفيين،الأول السلفية التقليدية المنشغلة بالعلم الشرعي والدعوة، والسلفية الجهادية التي تتبنى مبدأ القتال، و مرجعيتها القاعدة.
عدد المنضوين تحت لواء الاولى بالمئات في مناطق مختلفة من المملكة والتقديرات تتحدث عن ألف سلفي تقليدي تقريبا،فيما عدد السلفيين الجهاديين يصل الى خمسة الاف سلفي جهادي بمن فيهم الثمانمئة سلفي الذين يقاتلون في سورية،والعلاقة بين التيارين سلبية وصامتة دون مواجهات مفتوحة حتى الآن.
غير ان هناك مواجهة في الافق، بعد المعلومات التي تتحدث عن دعم مالي كبير تلقاه تيار السلفية التقليدية في الاردن،وهذا التيار يتلقى الدعم دائما وبشكل تقليدي من عواصم معينة وممولين عرب،إلا ان دعمه زاد مؤخرا في سياق الرغبة بتوظيفه ضد التيارات الاسلامية المتطرفة والتي على رأسها السلفية الجهادية،وفي سياق تقويته في سياق مايراه الممولون حربا دينية ومذهبية في المنطقة.
لن يكون ممكنا الاقرار هنا من جانب السلفية التقليدية بتلقيهم مؤخرا لدعم كريم في سياق الرفض التقليدي لما قد يعتبرونه اتهاما لهم.
السلفية الجهادية في الاردن والتي يبلغ عدد عناصرها مايزيد عن خمسة الاف تتمدد بشكل غريب،يفوق السلفية التقليدية،ولربما فكرة القتال ضد الظلمة تشكل جاذبية كبيرة لدى كثيرين،والمعلومات تقول إن السلفيين الجهاديين يتركزون في معان والزرقاء،وبدأ جمهورهم بالازدياد في المخيمات وخصوصا مخيم البقعة الذي يزيد عدد السلفيين الجهاديين فيه عن خمسمئة بالاضافة الى تمدد اخر جديد في مخيم حطين ومخيم اربد وغير ذلك من مواقع،وجاذبية هؤلاء لاتتراجع على مايبدو.
المواجهة المؤجلة بين السلفيين التقليديين والسلفيين الجهاديين،لن تبقى مؤجلة الى اشعار غير محدد،اذ ان هناك مؤشرات على مواجهة مقبلة على الطريق بين الاتجاهين،خصوصا،ان هناك تقديرات محلية في عمان،وتقديرات اخرى لعواصم عربية ترى في السلفية الجهادية خطرا ماحقا لابد من استئصاله،واحدى وسائل مواجهة السلفية الجهادية ستكون عبر السلفية التقليدية ذاتها،وعبر منهاج ديني وشرعي،يخطئ هذا الاتجاه في محاولة لحصر مساحات تمدده في الأردن والمنطقة عموما.
على الرغم من ان المواجهات بين الاتجاهين اطلت برأسها في تواقيت معينة،الا انها بقيت محصورة في اطار المحاججة،والمعلومات تقول إن هذه المواجهة سوف تتخذ شكلا آخر، خصوصا حين تبدأ السلفية التقليدية بالسعي للتمدد في ذات بؤر تمدد السلفيين الجهاديين،وهذا يعني اننا سنشهد في الاغلب احتكاكات في مدن ومخيمات بين الاتجاهين،على عكس حالة الهدوء التي كانت قائمة وموقعة بالاحرف الاولى بين التيارين في الاردن.
معنى الكلام ان قرارا ما على مايبدو تم اتخاذه للبدء في حصر السلفية الجهادية في الأردن ودول اخرى،والقرار هنا،بقدر كونه أردنيا الا انه عربي في ذات الوقت،وهذا يعني ان قرار حصر السلفيين الجهاديين قرار اقليمي في المنطقة،خصوصا، مع تداعيات الملف السوري، والسيناريوهات المحتملة التي تضع في حسابها ارتداد قوة السلفيين الجهاديين في المآلات على الأردن ودول خليجية وبقية دول المنطقة.
ليس من مصلحة الاردن حدوث مواجهة بين السلفية التقليدية والسلفية الجهادية فهذه مواجهة غير مأمونة النتائج والعواقب،وقد تبدأ بكلام وتنتهي بدموية،خصوصا،ان احد الفريقين يتبنى القتال عقيدة له، وهذا يعني ان السعي لتوظيف السلفية التقليدية ضد السلفية الجهادية قد لاينجح الا في زيادة عدد السلفيين في الاتجاهين من باب التحشيد والتحشيد المضاد،وسيؤدي ايضا الى انفلات ردود الفعل من عقالها،لان لاضمانة ان تبقى كل القصة محصورة بالحوارات والمراجعات،وقد تنزلق بنا الجماعتان إلى ما لايحمد عقباه،خصوصا،حين يشتد الصراع على مناطق نفوذ اجتماعية غارقة اصلا بحساسياتها وتعقيداتها.
المواجهة بين السلفيين التقليديين والسلفيين الجهاديين،كانت مؤجلة بقرار داخلي في ذات بنى السلفيين من الاتجاهين،وبقرار اردني وعربي،غير ان الواضح ان احتمالات انفجار المواجهة بين الطرفين مقبلة على الطريق،بعد ان وصلت جدولة الصراع الى سقفها النهائي.
(الدستور)
عدد المنضوين تحت لواء الاولى بالمئات في مناطق مختلفة من المملكة والتقديرات تتحدث عن ألف سلفي تقليدي تقريبا،فيما عدد السلفيين الجهاديين يصل الى خمسة الاف سلفي جهادي بمن فيهم الثمانمئة سلفي الذين يقاتلون في سورية،والعلاقة بين التيارين سلبية وصامتة دون مواجهات مفتوحة حتى الآن.
غير ان هناك مواجهة في الافق، بعد المعلومات التي تتحدث عن دعم مالي كبير تلقاه تيار السلفية التقليدية في الاردن،وهذا التيار يتلقى الدعم دائما وبشكل تقليدي من عواصم معينة وممولين عرب،إلا ان دعمه زاد مؤخرا في سياق الرغبة بتوظيفه ضد التيارات الاسلامية المتطرفة والتي على رأسها السلفية الجهادية،وفي سياق تقويته في سياق مايراه الممولون حربا دينية ومذهبية في المنطقة.
لن يكون ممكنا الاقرار هنا من جانب السلفية التقليدية بتلقيهم مؤخرا لدعم كريم في سياق الرفض التقليدي لما قد يعتبرونه اتهاما لهم.
السلفية الجهادية في الاردن والتي يبلغ عدد عناصرها مايزيد عن خمسة الاف تتمدد بشكل غريب،يفوق السلفية التقليدية،ولربما فكرة القتال ضد الظلمة تشكل جاذبية كبيرة لدى كثيرين،والمعلومات تقول إن السلفيين الجهاديين يتركزون في معان والزرقاء،وبدأ جمهورهم بالازدياد في المخيمات وخصوصا مخيم البقعة الذي يزيد عدد السلفيين الجهاديين فيه عن خمسمئة بالاضافة الى تمدد اخر جديد في مخيم حطين ومخيم اربد وغير ذلك من مواقع،وجاذبية هؤلاء لاتتراجع على مايبدو.
المواجهة المؤجلة بين السلفيين التقليديين والسلفيين الجهاديين،لن تبقى مؤجلة الى اشعار غير محدد،اذ ان هناك مؤشرات على مواجهة مقبلة على الطريق بين الاتجاهين،خصوصا،ان هناك تقديرات محلية في عمان،وتقديرات اخرى لعواصم عربية ترى في السلفية الجهادية خطرا ماحقا لابد من استئصاله،واحدى وسائل مواجهة السلفية الجهادية ستكون عبر السلفية التقليدية ذاتها،وعبر منهاج ديني وشرعي،يخطئ هذا الاتجاه في محاولة لحصر مساحات تمدده في الأردن والمنطقة عموما.
على الرغم من ان المواجهات بين الاتجاهين اطلت برأسها في تواقيت معينة،الا انها بقيت محصورة في اطار المحاججة،والمعلومات تقول إن هذه المواجهة سوف تتخذ شكلا آخر، خصوصا حين تبدأ السلفية التقليدية بالسعي للتمدد في ذات بؤر تمدد السلفيين الجهاديين،وهذا يعني اننا سنشهد في الاغلب احتكاكات في مدن ومخيمات بين الاتجاهين،على عكس حالة الهدوء التي كانت قائمة وموقعة بالاحرف الاولى بين التيارين في الاردن.
معنى الكلام ان قرارا ما على مايبدو تم اتخاذه للبدء في حصر السلفية الجهادية في الأردن ودول اخرى،والقرار هنا،بقدر كونه أردنيا الا انه عربي في ذات الوقت،وهذا يعني ان قرار حصر السلفيين الجهاديين قرار اقليمي في المنطقة،خصوصا، مع تداعيات الملف السوري، والسيناريوهات المحتملة التي تضع في حسابها ارتداد قوة السلفيين الجهاديين في المآلات على الأردن ودول خليجية وبقية دول المنطقة.
ليس من مصلحة الاردن حدوث مواجهة بين السلفية التقليدية والسلفية الجهادية فهذه مواجهة غير مأمونة النتائج والعواقب،وقد تبدأ بكلام وتنتهي بدموية،خصوصا،ان احد الفريقين يتبنى القتال عقيدة له، وهذا يعني ان السعي لتوظيف السلفية التقليدية ضد السلفية الجهادية قد لاينجح الا في زيادة عدد السلفيين في الاتجاهين من باب التحشيد والتحشيد المضاد،وسيؤدي ايضا الى انفلات ردود الفعل من عقالها،لان لاضمانة ان تبقى كل القصة محصورة بالحوارات والمراجعات،وقد تنزلق بنا الجماعتان إلى ما لايحمد عقباه،خصوصا،حين يشتد الصراع على مناطق نفوذ اجتماعية غارقة اصلا بحساسياتها وتعقيداتها.
المواجهة بين السلفيين التقليديين والسلفيين الجهاديين،كانت مؤجلة بقرار داخلي في ذات بنى السلفيين من الاتجاهين،وبقرار اردني وعربي،غير ان الواضح ان احتمالات انفجار المواجهة بين الطرفين مقبلة على الطريق،بعد ان وصلت جدولة الصراع الى سقفها النهائي.
(الدستور)