البيطار: منصّة زين للإبداع (ZINC) تساهم بشكل كبير في مواجهة التحديات التي تقف أمام روّاد الأعمال الأردنيين للنهوض ببيئة ريادة الأعمال في المملكة
جو 24 :
أكّد المدير التنفيذي لدائرة الإعلام والاتصال والابتكار وإدارة الاستدامة في شركة زين الأردن طارق البيطار، على الدور الكبير الذي تقوم به منصّة زين للإبداع (ZINC) في مواجهة التحديات التي تقف أمام روّاد الأعمال في الأردن، والتي قد تشكّل عقبة أمامهم لمواصلة طريقهم، كما تعمل على مساندتهم من خلال تقديم مختلف أشكال الدعم ليتمكّنوا من الاستمرار وتحقيق مستوى النجاح المطلوب.
وأضاف أن المنصّة أخذت على عاتقها منذ تأسيسها في العام 2014 وحتى اليوم تمكين الشباب الأردني في شتّى المجالات وتنمية مهاراتهم الريادية والإبداعية، لتشكّل اليوم أنموذجاً في تعزيز منظومة ريادة الأعمال في الأردن، وليبرز اسم المنصة كواحدة من أهم الجهات الداعمة لهذا القطاع، والتي أصبحت وجهة رئيسية لكل شاب طموح يسعى لتأسيس شركته الناشئة ليصبح رائد أعمال ناجح.
وأشار البيطار إلى أن من التحديات التي تواجه الرياديين الأردنيين، عدم وجود برامج تمويلية كافية تضمن تأسيس شركات ناشئة جديدة في مراحلها الأولية تسهم في تطوّر هذه الشركات ونموّها وتوسعها، ووضّح دور المنصة في هذا الجانب من خلال الدعم المالي والتمويل الذي قدّمته وما زالت تقدّمه للرياديين وأصحاب الشركات الناشئة، حيث قدّمت مؤخراً دعماً مادياً بقيمة 150 ألف دينار أردني للمشاريع والشركات التي تم اختيارها في النسخة الخامسة من برنامج "زين المبادرة"، الذي يعد أحد أهم البرامج والمبادرات التي تطلقها المنصّة سنوياً لدعم الرياديين وأصحاب الأفكار الإبداعية في المملكة، حيث تم توزيع المبلغ على 8 شركات ناشئة و7 أفكار ريادية بالتساوي، بالإضافة إلى الدعم اللوجستي لمدة عام كامل، والذي يعمل على دعم جاهزية هذه الشركات لبناء نموذج العمل ودخول السوق وجاهزية الاستثمار، وأضاف أن عدد الشركات الناشئة التي تدعمها المنصة منذ العام 2014 وحتى اليوم قد وصل إلى ما يقارب 200 شركة ناشئة، حيث أطلقت المنصّة حتى اليوم 5 نُسخ من برنامج زين المبادرة، واستقبلت آلاف الأفكار وساعدت في تحويل العديد منها إلى مشاريع ريادية، وقدّمت لها الدعم المادي واللوجستي لضمان استمرارها وبقائها، كما قامت بتشبيكهم مع العديد من شركاء المنصّة الاستراتيجيين والمستثمرين لتطوير هذه الشركات وتوسيع نطاقها، فيما أعلن البيطار أنه سيتم إطلاق النسخة السادسة من البرنامج خلال الشهر القادم لاستقبال دفعة جديدة من الإبداعات الأردنية.
وأضاف أن المنصّة قدّمت أيضاً خلال العام الحالي دعماً نقدياً بقيمة 10 آلاف دينار للشركة الناشئة الحائزة على المركز الأول ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم لريادة الأعمال (EWC 2021) -التي نظّمتها المنصة على المستوى المحلّي بالتعاون مع مركز الملكة رانيا للريادة- بالإضافة إلى تأهيلها لنهائيات EWC العالمية لمنافسة أكثر من 100 شركة ناشئة على مستوى العالم، وقدّمت دعماً مادياً للفائزين في جائزة الملكة رانيا للريادة بنسختها الـ 11، وذلك ضمن الشراكة الاستراتيجية التي جمعتها مع الجائزة للعام الحالي، مؤكداً إيمان زين أن الاستثمار في بناء قدرات وطاقات الشباب ودعم مجال ريادة الأعمال يعد أفضل الاستثمارات التي تساهم بشكل كبير في نفع المجتمع، وبناء مستقبل الدولة ورفع اسم الأردن في مختلف المجالات والمحافل.
وتطرّق البيطار إلى التحديات التي تواجه رياديي الأعمال، والمتعلقة بالبنية التحتية لبيئة ريادة الأعمال في الأردن والتي تُتيح المساحة الكافية للرياديين لتطبيق الأفكار والحلول التي يبتكرونها، حيث أكّد أن المنصّة تعمل من خلال فروعها الـ 8 والمنتشرة في المملكة على توفير بيئة مثالية لإنشاء شركتهم الناشئة والمجهزة بأحدث المعدات المتمثلة بأجهزة كمبيوتر وإنترنت فائق السرعة، بالإضافة إلى المساحة وقاعات الاجتماعات، مما يوفر عليهم المصاريف التشغيلية من حيث إنشاء شركة وتخفيف الحمل الضريبي، كما يتم تزويدهم بالاستشارات والتوجيهات ليتمكّنوا من التصدّي لأي مشكلة قد تواجههم.
وأشار إلى عدم وجود خبرات تقنية وتسويقية تساعد المؤسسين على القيام بما هو مطلوب لنجاح الشركة، حيث أن معظم هذه الخبرات يتم توظيفها في الشركات الكبيرة أو تستقطب للعمل خارج المملكة، ويتم العمل من خلال منصّة زين للإبداع (ZINC) على عقد دورات تدريبية وورش عمل للرياديين في المجالات التي تلزمهم ليتمكنوا من تطوير مهاراتهم وتنميتها، منوّهاً إلى أن المنصّة أطلقت خلال الـ 7 أعوام ما يقارب 5010 فعاليات تضمّنت دورات تدريبية وورش عمل شملت مختلف المجالات والمواضيع التي تهم الشباب الأردني وتتماشى مع متطلباتهم وتناسب توجهاتهم، كما حرصت من خلال هذه الدورات على مواكبة كل ما هو جديد في عالم ريادة الأعمال، منها مجالات التكنولوجيا والبرمجة، والتصنيع الرقمي، وريادة الأعمال، والتصميم الجرافيكي، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وغيرها الكثير، والتي يقدمها نُخبة من المدربين المميزين على مستوى المملكة، حيث تُعقد هذه الفعاليات في فروع منصّة زين للإبداع، وعبر وسائل الاتصال المرئي عن بُعد ووسائل التواصل الاجتماعي لتقرّب عليهم المسافات وللوصول إلى أكبر قدر ممكن من الشباب المهتمين بتطوير مهاراتهم، كما نوّه إلى أن المنصّة كانت قد استمرت بإقامة فعالياتها خلال الأزمة الأخيرة جراء جائحة كورونا، مستفيدةً من وسائل التكنولوجيا الحديثة؛ لتحفّز الشباب على استثمار وقت فراغهم بشكل مثالي ولإدامة العمل والتعليم عن بُعد.
وأشار البيطار أن الرياديين يواجهون مشكلة كبيرة في الدخول إلى السوق المحلي وحجم هذا السوق، إذ تعمل منصّة زين للإبداع (ZINC) على ربطهم وتشبيكهم مع شركائها الاستراتيجيين لتمكينهم من دخول السوق المحلي والتوسع فيما بعد للوصول إلى المزيد من الأسواق، منوّهاً إلى أن عدد الشركاء الاستراتيجيين للمنصّة قد وصل حتى اليوم إلى 120 شريكاً استراتيجياً، حيث تحرص المنصّة على بناء وتكوين شراكات استراتيجية جديدة مع العديد من الجهات والمؤسسات الداعمة لقطاع ريادة الأعمال في المملكة، والتي تهدف من خلالها إلى تبادل الخبرات في ذات المجال لتحقيق المصالح المشتركة لدعم وتطوير البيئة الريادية وتحقيق نتائج إيجابية، وإنجاح المشاريع الريادية التي تتبنّاها.
وللوصول إلى أكبر قدر ممكن من الشباب أصحاب الإبداعات والرياديين في المملكة، وفي إطار استراتيجية التوسّع التي تسعى إليها المنصّة، قال البيطار أنه تم توقيع اتفاقيات تعاون مع جهات مختلفة لدعم الرياديين والشباب، منها اتفاقية تعاون تم توقيعها مع نقابة المهندسين الأردنيين، بهدف دعم روّاد الأعمال من المهندسين وتطوير أفكارهم في مجالات الهندسة والتكنولوجيا الحديثة وتمكينهم من الاعتماد على أنفسهم في توفير فرص عمل ملائمة، كما تم توقيع اتفاقية تعاون مع مؤسسة التدريب المهني لتقديم الدعم للشباب المستفيدين من البرامج التدريبية التي تقدّمها المؤسسة وتطوير أفكارهم لا سيما في المجالات التقنية.
وبالحديث عن دعم اليافعين والجيل الجديد من الشباب، أكّد البيطار أن أهداف المنصّة موجهة نحوهم منذ تأسيسها، حيث يتم سنوياً إطلاق برنامج مجتمع الرياديين الصغار الأردني (YESJO)، والذي يستهدف طلبة المدارس الحكومية والخاصة ممن تتراوح أعمارهم بين (13-16) عاماً، حيث يتم تنظيم فعالياته في فترات العطل المدرسية، بهدف استثمار وقت فراغهم بشكل إيجابي، حيث يتضمن البرنامج مجموعة من الدورات التدريبية وورش العمل في عدة مجالات منها ريادة الأعمال والترميز، والروبوتات، وصناعة الطائرات المُسيّرة، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وتطوير الألعاب الإلكترونية، والتصميم الجرافيكي، والموسيقى وغيرها، بهدف تطوير مهاراتهم واستكشاف مواهبهم وميولهم، وخلق جيل واعٍ وقادر على صنع الفرص بدلاً من البحث عنها، كما أضاف أن المنصّة كانت قد قدّمت مؤخراً منحة دراسية لـ 9 طلّاب أردنيين تراوحت أعمارهم بين 15 - 17 عام في مجال ريادة الأعمال، وقدّمها طلّاب من جامعة هارفرد.
وعن دعم المرأة، أكّد البيطار على حرص المنصّة على إقامة برامج متنوعة مخصصة للنساء والشابات لا سيما الأقل حظاً، بهدف تمكينهن وتطوير مهاراتهن في مختلف المجالات، حيث تعقد المنصّة كل عام وبالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، ومعهد العناية بصحة الأسرة (مؤسسة نور الحسين) ورشات تدريبية لتدريبهن على الاستخدام الآمن للأجهزة الذكية، كما تخصص دورات للسيدات الموهوبات في مجال تصميم الأزياء والحياكة وصناعة الألبسة.
وتطرّق البيطار إلى دعم منصة زين للإبداع للمصممين الأردنيين من خلال منصة ديزاين (Dezain Space) التي تم إطلاقها خلال العام 2018 لدعم قطاع التصميم، إضافة إلى استوديو زين الذي تم إطلاقه وتجهيزه بأحدث التقنيات الفنية ومعدّات التصوير ووحدات الإضاءة، وفريق تصوير متكامل؛ لتقديم خدمات التصوير والمونتاج للجهات التي تقدم الدعم لها من الرياديين وأصحاب الشركات الناشئة والمصممين، بهدف تسويق منتجاتهم والإعلان عنها عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة.
وختم البيطار بالتأكيد على مواصلة المنصّة تقديم كافة أشكال الدعم للرياديين الأردنيين، والاستمرار بعقد شراكات استراتيجية جديدة مع العديد من الجهات، وتوقيع اتفاقيات تعاون مع المؤسسات التي تعنى بتطوير مهارات موظفيها ومنتسبيها للمساهمة في النهوض ببيئة ريادة الأعمال في المملكة، وتعزيز ثقافة الريادة بين أوساط الشباب الأردني، في ظل ارتفاع نسبة البطالة التي وصلت العام الحالي إلى 25%، بالإضافة إلى دعم الاقتصاد الوطني من خلال رفد السوق المحلي بشركات جديدة.